الجمعة, 12 يوليو 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 3 أشهر
المشرف العام
شريف عبد الحميد

لأنهم العقبة الوحيدة أمام الهيمنة والتوسع المجوسي

عندما يدعو ظريف في الـ«نيويورك تايمز» لتطهير العالم من السعوديين

صحافة - | Wed, Sep 14, 2016 8:05 PM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

كتب ليلة البارحة وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف مقالا في الصحيفة الأميركية نيويورك تايمز بعنوان «لنخلص العالم من الوهابية»، إستفاض فيه بشرح خطورة بقاء النظام السعودي كما هو وما سيلحق العالم من "الوهابية"، الدين الرسمي للمملكة العربية السعودية، واعتبر بعض المحللين أن المقالة تحمل بذور كراهية عرقية وطائفية واستغرب البعض الآخر كيف تقوم صحيفة بوزن النيويورك تايمز بالترويج لهكذا أفكار متطرفة.

أشار ظريف في مقالته إلى مآسي البشرية الناتجة عن تحول الوهابية إلى أيديولوجية تستخدمها بعض المجموعات الإسلامية المتشددة. فبالنسبة إلى ظريف فإن بحر الدماء الغارقة فيها المنطقة سببه السعودية.

إن هذه الإتهامات من قبل وزير خارجية إيران تحتاج إلى قراءة دقيقة لأحداث الماضي. عام 2013 وعلى إثر إرتفاع حظوظ المعارضة المسلحة السورية بالسيطرة على دمشق دفع النظام الإيراني بحزب اللات اللبناني للدخول إلى المعركة السورية بحجة حماية المراقد الشيعية المقدسة، وقال حينها أمين عام حزب اللات حسن نصر أنه لولا دخول حزبه إلى سوريا لكان انهار نظام الأسد.

منذ تلك الفترة وإيران تعمل على تشكيل مجموعات شيعية مسلحة، تمكنت من إستقطاب آلاف المقاتلين الشيعة من مختلف الدول المنتشرين بها. ويقود الحرس الثوري عمليات تجنيد حثيثة للأفغان والباكستانيين واللبنانيين والعراقيين واليمنيين مستخدمة وسطائها المنتشرين في تلك البلاد.

تؤسس إيران عدة ميلشيات أبرزها «فيلق بدر» و«جيش المهدي» و«عصائب أهل الحق» و«جيش المختار» وحركة نجباء و«لواء أبو الفضل العباس»في العراق ، وحزب اللات اللبناني وحزب اللات السوري، ومجموعة الحوثيين في اليمن.

وتعمل هذه الميلشيات وفق أجندات متعدة وتقوم بعملياتها العسكرية والأمنية وفق ما يحددها لهم قائد فيلق القدس الجنرال في الحرس الثوري قاسم سليماني.

وفي قراءة سريعة ومبسطة لهذه الميلشيات، فإن فيلق بدر يعود تاريخ تأسيسه إلى عام 1981 على يد آل الحكيم وهي عائلة صاحبة نفوذ سياسي وديني في العراق، واستمرت الحركة المسلحة بتلقي تدريبتها وعتادها من قبل إيران. عام 2010 انقسمت الحركة المسلحة إلى قسمين واحدة تتبع السيد عمار الحكيم باسم “المجلس الأعلى” أما القسم الثاني فبقي على الاسم الأساسي “فيلق بدر” ويقوده حالياً هادي العامري.

يأتي بعد فيلق بدر، «عصائب أهل الحق» التي تشكلت على يد المنشق عن جيش المهدي قيس الخزعلي، وتمكن الخزعلي من تأمين المال والمعدات العسكرية اللازمة لكيانه العكسري الجديد وهو يعمل حالياً بأوامر إيران مباشرة.

بعد ظهور تنظيم داعش في العراق، نشأ كيان عسكري جديد موازي للجيش العراقي يدعى “الحشد الشعبي”، ويشمل الحشد عددا كبيرا من الميلشيات الشيعية العراقية، وتبنى هذا الكيان العسكري المصبوغ بالنكهة الطائفية شعار الحرب على داعش وإستغلت بعض فصائل الحشد ذلك لفرض سيطرتها على مناطق معينة في جنوب العراق من ضمنها مدينة كربلاء.

يستمد الحشد العشبي دعمه الكامل من الحرس الثوري الإيراني، ولا يمكن إخفاء حقيقة مشاركته في الحرب على داعش في الفلوجة وبعض أطراف الموصل، إلا أن الحشد متهم وإثبتت منظمات حقوقية عالمية كمنظمة هيومن رايتس وتش ومنظمة العفو الدولية قيامه بتطهير عرقي في مدينة الفلوجة في مرحلة دحر داعش منها مطلع العام الحالي، وإتهمته هذه المنظمات بالقيام بإخفاء قسري لعدد من سكان الفلوجة بالإضافة إلى تعذيب اخرين.

يمنياً، ساهمت إيران في تقوية نفوذ جيش “أنصار الله” التابعة لعبدالملك الحوثي، وحاول الحوثيين السيطرة على اليمن عام 2014، وتمكنوا من الإستحواذ على مساحات جغرافية شاسعة من مدينة عدن، إلا أن الحوثيين لم يكتفوا بذلك، بل سعوا إلى الإنقلاب على سلطة الرئيس اليمني، وتدخلت السعودية عام 2015 بعملية عسكرية عربية موسعة ضد معاقل الحوثيين.

وبالعودة للعراق، فانه خلال حقبة الإحتلال الأميركي تمتع جيش المهدي بقيادة مقتدى الصدر بنفوذ قوي وبحماية وتمويل ايراني، إلا ان الصدر عمد على حل الجناح العسكري لحركته وبقي على الجانب السياسي منه وذلك على اثر خلاف قوي في وجهات النظر تجاه الملف العراقي بينه وبين القيادة الإيرانية، غير أن ذلك لم يطو صفحات تاريخ ممارسات “جيش المهدي” الذي اوغل يديه بالدم العراقي وساهم بشكل مباشر في تأجيج الصراع المذهبي في العراق.

لدى هذه المجموعات العراقية الآنفة الذكر سجل مملوء بالمشاركات الميدانية في الحرب السورية إلى جانب قوات الأسد، ومن أجدد الاحداث التي اشتركت بها هذه المجموعات؛ عملية تهجير سكان داريا من مدينتهم بعد محاولتهم المتكرر إلى جانب الجيش السوري في إقتحام المدينة حيث باءت كافة محاولاتهم بالفشل، مما إضطر النظام إلى إستخدام سياسة “القصف مقابل الإستسلام” فإستسلمت المدينة بتاريخ 23 آب 2016.

يجدر التذكير، في عام 2015 صدر قرار من اميركي يثبت ضلوع إيران بأحداث 11 أيلول، مستنداً التقرير أميركي على زيارات كان يقوم بها عناصر من القاعدة لإيران قبل عام 2001 وإجتماعهم مع القيادة الإيرانية، وسحبت حينها أميركا مبلغ 10 مليارات دولارات من الأصول المالية المجمدة لإيران في البنوك الأميركية كتعويضات للضحايا.

ومنذ عام 2011 تساهم إيران في تغيير الوجه الديموغرافي لسوريا والعراق وتطهير طائفي، ورغم هذا يطالب جواد ظريف بتطهير الكوكب من الوهابية.

المصدر|جنوبية

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت