في ظهور نادر، حذر الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي من تأزم الوضع في البلاد، تحت وطأة الاقتصاد والأوضاع المعيشية. ورأى الرئيس الإصلاحي المحظور من الحديث مع الإعلام والسفر إلى الخارج، في مقطع مصور نشر مساء السبت، أن "الشعب المستاء" من الوضع المعيشي قد يلجأ إلى الانتفاضة والعنف فيما لو استمر الوضع في البلاد على ما هو عليه.
وعزا خاتمي الوضع الاقتصادي السيئ في إيران إلى "اتساع الفجوة الاقتصادية وانخفاض الإيرادات الحكومية وارتفاع التكاليف"، مضيفا في الوقت نفسه: "إن إحدى مآسينا في العقود الأخيرة هي انكماش الطبقة الوسطى، حيث لا تزال تضعف يومًا بعد يوم".
كما حذر من انتشار حالة عدم الرضا في المجتمع الإيراني، ما قد يسبب انفجاراً، قائلاً: "لا يمكننا إنكار المشاكل، حتى إذا أنكرناها، فهذه المشاكل موجودة وشعبنا غير راضٍ عن الوضع الحالي، وسيؤدي عدم الرضا إلى عدم الثقة وبالتالي إلى اليأس، وعلى ضوء خيبة الأمل قد نلاحظ لا سمح الله الحركات الحادة تدريجياً"
"الاعتراف بالخطأ"
وفي جزء آخر من خطابه المسجل، ذكر خاتمي بخطة "المصالحة الوطنية" التي أطلقها في رسالة قبل بضع سنوات، قائلاً: أثرت القضية في حينه بدافع الخير وليس لدي طمع في السلطة ولا أهتم بها، بل أنا مهتم فقط بالشعب والمجتمع والنظام"، معتبراً أنه لو تم النظر في خطته في ذلك الوقت، لما واجهت إيران العديد من المشاكل الحالية.
كما دعا إلى تضامن المجتمع، قائلاً "أود أن أقول اليوم إننا بحاجة إلى استغلال الأجواء التي أوجدها فيروس كورونا لنخلق ونوسع مساحة التضامن الوطني في البلاد".
إلى ذلك، اعتبر أنه على الحكومة إعطاء الأولوية لدعم الوظائف الصغيرة. وأضاف الرئيس الإصلاحي الأسبق: "الحل هو أن تعترف أي فئة بأخطائها وتتحمل مسؤولية الخطأ، و تسعى لحل المشاكل قبل فوات الأوان".
تأتي تحذيرات خاتمي في الوقت الذي فشل فيه التيار الإصلاحي بالسيطرة على البرلمان بعد أن سيطر المتشددون على السلطة التشريعية بسبب رفض مجلس صيانة الدستور تأهل أعداد كبيرة من المرشحين الإصلاحيين من جهة وعزوف واسع عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي جرت قبل أشهر في البلاد من جهة ثانية.