اتهمت القوات المشتركة في الساحل الغربي باليمن، المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفثس، بالعمل على تضليل المجتمع الدولي والتستر على جرائم وانتهاكات الميليشيات الحوثية لاتفاق السويد والتنصل عن الالتزام بآلية وقف إطلاق النار والاستمرار في الاستحداثات والعمليات التصعيدية في ظل نقاط المراقبة بمدينة الحديدة غربي اليمن.
وقال المتحدث الإعلامي باسم القوات المشتركة، وضاح الدبيش، إن غريفثس في إحاطته الأخيرة إلى مجلس الأمن، ذهب حد استجداء الميليشيات الحوثية السماح للبعثة الأممية بالتحرك. وأشار إلى أن الميليشيات تفرض قيودا على تحرك البعثة والموظفين في حدود السفينة الأممية.
خروقات وانتهاكات حوثية
وفيما تحدث الدبيش، عن معطيات عمليات الرصد لخروقات وانتهاكات الميليشيات منذ تفعيل آلية نقاط المراقبة في أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي، شدد على "أن بقاء غريفثس مبعوثاً لأمين عام الأمم المتحدة، معناه مزيد من التدهور للوضع الإنساني ومن القتل للمدنيين في الحديدة وتوريط الأمم المتحدة بأن تكون غطاءً لقتل اليمنيين"، بحسب تصريح نقله عنه موقع "نيوزيمن" الإخباري المحلي.
ورصدت الجهات المختصة في القوات المشتركة في الساحل الغربي، 3211 خرقا وانتهاكا حوثيا منذ تفعيل آلية التهدئة وتعزيز وقف إطلاق النار في الحديدة للفترة من 10 سبتمبر/ أيلول 2019 وحتى 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، من بينها انتهاكات لحقوق الإنسان المواطنين المدنيين ترقى إلى جرائم حرب ضد الإنسانية.
واستحدثت الميليشيات الحوثية خلال الفترة نفسها 37 نفقا وخندقا في نقاط المراقبة وسط تغافل أممي فاضح، وفقا للمتحدث الإعلامي للقوات المشتركة.
وبلغ عدد الضحايا من المدنيين خلال نفس الفترة، 21 قتيلا، و42 جريحا. كما تم تدمير جزئي لـ 3 مساجد و9 منازل.
وعد لم يتحقق
وأضاف الدبيش، في آخر رسالة لرئيس لجنة إعادة الانتشار الجنرال أباهيجيت غوها، وعد بإنزال فرق أممية للتحقق من الاستحداثات، إلا أنه حتى يومنا هذا لم يلتزم بما وعد حتى الآن.
وأشار إلى أنه تم إبلاغ الجنرال غوها وبحسب الاتفاق المبرم بمحضر مزمن بين الأطراف والذي ينص على إشراك البعثة الأممية للمراقبة كطرف ثالث بعد مرور أسبوعين من البدء في تفعيل نقاط المراقبة، إلا أن البعثة الأممية لم تستجب لمطالبتنا.
وأكد المتحدث باسم القوات المشتركة، أن ميليشيات الحوثي الانقلابية المتمردة، قوضت تحركات البعثة الأممية بمعية الجنرال أباهيجيت غوها، وأصبحت شبه محاصرة ويمنع تحركها خارج هيكل السفينة "انتراكيك دريم ام في".
تفتيش البعثة الأممية
وأضاف: "بل إن الميليشيات الحوثية ذهبت إلى أسوأ من ذلك، حيث تقوم بتفتيش الدعم اللوجستي المقدم للبعثة الأممية وكل ما يصل إليها، بشكل عبثي غير لائق دون مراعاة أدنى أبجديات الاحترام، ومنها تتعرض للنهب في كل الطرود التي ترسل إليهم".
وأفاد الدبيش بأن التصعيد المستمر والخروقات والانتهاكات اليومية التي ترتكبها الميليشيات الحوثية في الحديدة لم تتوقف منذ بدء سريان الهدنة الأممية التي وقعت عليها الميليشيات ضمن اتفاق ستوكهولم والتي بدأت في 18 ديسمبر 2018، لافتا إلى أن عدد الخروقات في تصاعد، ويتم في ظل وجود البعثة الأممية للمراقبة.
وقال المتحدث باسم القوات المشتركة، إن الحوثي يقتل اتفاق السويد عشرات المرات ويعلن قولا وعملا رفضه له وتحديه للأمم المتحدة وبعثتها ومبعوثها، في الوقت الذي مازال المبعوث الأممي يستميت ويتمسك بالاتفاق الكارثة (..) ويضلل على المجتمع الدولي"، وفق تعبيره.