الجمعة, 12 يوليو 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 3 أشهر
المشرف العام
شريف عبد الحميد

وثائق الاستخبارات الإيرانية المسربة تكشف "القمة السرية".. الإخوان وفيلق القدس بحثوا في تركيا التحالف ضد السعودية (2)

في العمق - | Mon, Nov 18, 2019 5:25 PM
الزيارات: 6208
المجرم قاسم سليماني أوكل مساعده لحضور الاجتماع السري (أرشيف)
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

بعد شهور من عزل الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، وفي أحد فنادق تركيا التقى مسؤولون في فيلق القدس الإرهابي التابع للحرس الثوري الإيراني مع أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين (الإرهابية). أما الهدف فقد كان السعودية.

تفاصيل الاجتماع كشفتها وثائق سرية مسربة، وهي جزء من أرشيف الاستخبارات الإيرانية السرية، حصل عليها موقع The Intercept الذي تشارك في نشرها مع صحيفة نيويورك تايمز في وقت واحد.

"القمة السرية" كما وصفها موقع "ذا إنترسبت" جمعت أقوى منظمتين في الشرق الأوسط من حيث النفوذ الإرهابي.

حسب الوثائق فإن القمة السرية جاءت في لحظة حرجة لكل من فيلق القدس وجماعة الإخوان، وبالتحديد في أبريل 2014، حيث كان الجيش العراقي يواجه داعش الذي كان يهدد استقرار الدولة المجاورة لإيران.

جاسوس إيراني

مالم يكن يعرفه كالطرفان، أن جاسوسا كان يحضر القمة، ويسجل كل ما يدور في الاجتماع، وهو ممثل وزارة الداخلية الإيرانية التي يزعجها دور الحرس الثوري ومكانته في جهاز الأمن القومي الإيراني.

كانت تركيا تعتبر مكانا آمنا للقمة، حيث كانت واحدة من الدول القليلة التي تربطها علاقات جيدة مع كل من إيران والإخوان المسلمين في ذات الوقت، رغم أنها رفضت منح تأشيرة دخول لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، بحسب الوثيقة المسربة من وزارة الداخلية الإيرانية.

وحضر الاجتماع وفد رفيع المستوى من فيلق القدس، بقيادة أحد من نواب سليماني، عرف في الوثيقة باسم أبو حسين، فيما حضره من جانب الإخوان ثلاثة من أبرز قياداتها المصرية في المنفى وهم نائب المرشد العام والأمين العام للتنظيم الدولي إبراهيم منير، ومحمود الإبياري، ويوسف ندا.

غير أن يوسف ندا أنكر في مقابلة مع "ذا انترسبت" حضوره هذا الاجتماع وقال "لم أحضر مثل هذا الاجتماع في أي مكان، ولم أسمع به أبدا".

ويقول الموقع إنه لم يتمكن من الوصول إلى منير والإبياري للتعليق.

"عدو مشترك"

افتتح وفد الإخوان الاجتماع بالتفاخر بأن "الجماعة لديها حضور في 85 دولة على مستوى العالم"، ربما كانت محاولة منهم لمواجهة دعم الحكومة الإيرانية لفيلق القدس، حيث لم تكن لجماعة الإخوان في ذلك الوقت قوة وطنية تقف خلفها.

وأكد وفد الإخوان أن هناك بالفعل خلافات بين إيران كرمز وممثل عن الشيعة والإخوان المسلمين كممثل للعالم السني، لكنه أكد أنه "ينبغي التركيز على أرضية مشتركة للتعاون، وأن العدو "المشترك لكل منهما هو كراهيتهما للملكة العربية السعودية".

بحسب الوثيقة، بحث الطرفان إمكانية التعاون ما بين الحوثيين وجماعة الإخوان (حزب الإصلاح) في اليمن لتقليل الصراع بينهما وإدارته ناحية السعودية.

في الوقت ذاته، أرادت جماعة الإخوان إحلال السلام في العراق، ووقف الحرب بين الفصائل السنية والشيعية هناك، وإعطاء الفرصة للسنة للمشاركة في الحكومة.

وحول سوريا أشارت الجماعة إلى أن الوضع المعقد "خارج سيطرة كل من إيران وجماعة الإخوان حاليا، ولذا فإنه ليس ثمة شيء يمكن فعله حيال ذلك".

فشل

ورأت برقية وزارة الداخلية الإيرانية أنه بالرغم من السعي الواضح لجماعة الإخوان لتشكيل تحالف، فإن الوفد ربما أراد إهانة فيلق القدس بهذا الحديث من خلال التلميح بأن إيران تستخدم القوة في سوريا واليمن والعراق، وقالوا إن "أعضاء جماعة الإخوان المسلمين دربوا أنفسهم على التحلي بالصبر أكثر من الإيرانيين".

واستخدم الحرس الثوري جزءا من قواته في سوريا لدعم نظام الأسد، كما يدعم ميليشيات مسلحة وارتكبت فظائع ضد السنة في العراق ويدعم الحوثيين ضد الحكومة الشرعية في اليمن.

وربما قرر قادة الإخوان الذين حضروا الاجتماع أن يكونوا صريحين مع نظرائهم الإيرانيين خاصة بعدما شعروا أن الإيرانيين غير مهتمين بتشكيل تحالف، وأصبح من الواضح أن الجانبين يتحدثان فيما بينهما فقط.

ورغم أن ممثلي فيلق القدس اختلفوا مع رؤية وجوب بناء تحالف شيعي سني، فإنهم أصروا على أنهم لم يختلفوا سابقا مع جماعة الإخوان، وهو مالم يقبله وفد الإخوان.

ولم يتضح من الأرشيف المسرب ما إذا عقدت اجتماعات أخرى من هذا النوع بعد ذلك.

وتأتي هذه المعلومات ضمن وثائق مسربة من أرشيف الاستخبارات الإيرانية حصل عليها موقع "ذا إنترسبت" ونشرها بالتعاون مع صحيفة نيويورك تايمز، وهي مكونة من 700 صفحة كتبها ضباط أمن واستخبارات إيرانيون في الفترة 2014-2015.

وكشفت تلك الوثائق حقائق عن الدور الخفي لإيران في العراق وتعزيز نفوذها والسيطرة على مفاصل الحكم في الدولة الجارة.

الإخوان وإيران.. تحالف المصالح المشبوهة

المصدر: الحرة

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت