الجمعة, 12 يوليو 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 3 أشهر
المشرف العام
شريف عبد الحميد

20 قتيلاً في تظاهرات إيران.. وهتافات ضد سياسات رأس الشيطان الأكبر خامنئي

الأخبار - | Sun, Nov 17, 2019 12:10 AM
الزيارات: 576
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

<< "انتفاضة الوقود" تتمدد وبومبيو: الولايات المتحدة مع الشعب

تتواصل الاحتجاجات في عدد من المناطق الإيرانية حاصدة مزيداً من القتلى والجرحى، وأفيد بان محصلة القتلى ارتفعت إلى ما لا يقل عن 20 قتيلاً وعشرات الجرحى، وفي تطور لافت، تحدثت أنباء عن أن المحتجين أضرموا النار بالمصرف الوطني في مدينة قدس قرب العاصمة الإيرانية طهران، وأفادت مصادر إيرانية مساء السبت 16 نوفمبر (تشرين الثاني) بأن خدمات الإنترنت في إيران توقفت بشكل شبه كامل.

وسريعاً تمددت الاحتجاجات في إيران، وتصاعدت حدتُها السبت، غداة إعلان الحكومة المفاجئ زيادة كبيرة في أسعار الوقود بواقع 50 في المئة على الأقل، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات، ولا سيما بعد مقتل أربعة محتجين في منطقة المحمرة جنوب غربي البلاد، ومتظاهر وإصابة آخرين في مدينة سرجان (جنوب)، وسقوط ضحايا بين شيراز وبهبهان وكرج والأهواز وشهريار، وذلك في أحدث مؤشر على الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تواجهها البلاد جراء العقوبات الأميركية الواسعة التي شملت كثيراً من القطاعات، من بينها قطاع الطاقة والنفط المصدر الرئيس للدخل الأجنبي.

وبعد أن شهد مساء الجمعة تظاهرات محدودة في عددٍ من المدن الرئيسة بينها طهران، اتسعت رقعة الاحتجاجات السبت، وطالت شعاراتُها المناهضة سياسات المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي ذاته، ووصلت إلى مدن جديدة لطالما كانت هادئة وبعيدة عن الاضطرابات السياسية، من بينها مشهد (شمال)، وبيرجند (شرق)، وبندر عباس (أحد موانئ النفط الرئيسة جنوب البلاد)، وغشسارات والأحواز وعبدان وخرمشهر وماهشهر (جنوب غرب)، وسرجان (جنوب)، إذ لقي أحد المتظاهرين مصرعه، وأصيب آخرون.

الاحتجاجات تتمدد

وحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، السبت، فإن تظاهرات كبيرة ومتعددة شهدها كثيرٌ من المدن الإيرانية في مختلف مناطق البلاد غداة الإعلان الحكومي رفع أسعار الوقود.

وقالت الوكالة "التظاهرات كانت كبيرة في مدينة سيرجان (جنوب)، إذ هاجم أشخاصٌ مستودعاً للوقود بالمدينة، وحاولوا إحراقه"، لكن الشرطة "تدخلت لمنعهم".

وذكرت وكالة (إيرنا) للأنباء، أنه على الرغم من اتساع رقعة الاحتجاجات فإن بعضها اقتصر على "تعطيل حركة السير". وأشارت وكالة "فارس" شبه الرسمية للأنباء، إلى أن مئات الأشخاص "احتجوا على ارتفاع أسعار الوقود" في مناطق مثل مدينة مشهد (شمال شرقي البلاد)، وإقليم كرمان (جنوب شرقي البلاد)، وإقليم الأحواز الغنيّ بالنفط.

وأظهر مقطع فيديو نُشر على الإنترنت، محتجين في الأحواز عاصمة الأحواز العربية المحتلة، وهم يحثون السائقين على تعطيل حركة المرور، وهتفوا قائلين "أيها الأهوازيون الشرفاء. أطفئوا محركاتكم". وقال أحد السكّان بالأحواز، نقلت عنه وكالة (رويترز)، "شرطة مكافحة الشغب أغلقت الشوارع الرئيسة. وسمعت إطلاق نار قبل نحو ساعة".

قتيل ومصابون في سيرجان

وذكرت وكالة أنباء الطلبة، أن "قتيلاً سقط بمدينة سيرجان الإيرانية، وأصيب آخرون بجروح"، خلال الاحتجاجات التي اندلعت بعد أن بدأت حكومة الرئيس حسن روحاني تقنين توزيع البنزين، وزيادة أسعاره بواقع 50 في المئة على الأقل. ونقلت الوكالة عن مسؤول بالمنطقة يُدعى محمد محمود آبادي، قوله "قُتل شخصٌ في سيرجان، لكننا نحقق لمعرفة إن كان قد لقي حتفه على يد قوات الأمن التي كانت تحاول إعادة الهدوء إلى المدينة"، مضيفاً "عدد من الأشخاص أصيب بجروح خلال التظاهرات".

وحسب آبادي، فإنه "لم يُؤذَن لقوات الأمن بإطلاق النار، وسُمح لهم فقط بإطلاق عيارات تحذيرية (...)، وهو ما قاموا به". وذكر أن بعض الأشخاص استغلوا "التجمّع الهادئ" الذي أقيم في سيرجان، وقاموا بـ"تخريب ممتلكات عامّة ومحطات وقود، وأرادوا الوصول إلى خزّانات الوقود وإضرام النيران فيها".

وأحبطت قوات الأمن التي شملت الشرطة وعناصر الحرس الثوري والباسيج محاولاتهم، وفق ما نقلت عنه الوكالة. وبدأت إيران تقنين توزيع البنزين، ورفعت أسعاره بنسبة 50 في المئة على الأقل، اعتباراً من الجمعة، مشيرة إلى أن الخطوة "تهدف إلى جمع أموال تُستخدم لمساعدة المواطنين المحتاجين".

وبموجب الخطّة، سيكون اعتباراً من الآن على كل شخص يملك بطاقة وقود دفع 15 ألف ريال (45 سنتاً أميركياً) لليتر لأول 60 لتراً من البنزين يتم شراؤها كل شهر، وسيُحسب كل ليتر إضافي بـ30 ألف ريال (حوالى دولار أميركي)، بحسب ما أفادت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط. وعلى إثر القرار، خرجت تظاهرات "عفويّة ومتفرقة"، واتسعت تدريجاً ضد الإجراءات في عدة مدنٍ أخرى، بينها عبدان والأحواز وبندر عباس وبيرجند وغشساران وخرمشهر وماهشهر وشيراز، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.

وعلى مواقع التواصل، أثار القرار الذي أرجعته الحكومة إلى محاولة توزيع أرباحه على العائلات التي تواجه صعوبات، في بلد نفطي يُفترض أن يواجه اقتصاده الذي تخنقه عقوبات أميركية انكماشاً نسبته 9%، انقسامات في صفوف الطبقة السياسية التي تنتقد "توقيت الإجراء" قبل أشهر من الانتخابات التشريعية المقررة في فبراير (شباط) المقبل.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال اجتماع للحكومة، كما نقلت عنه وكالة (الأنباء) الرسمية، إن "زيادة سعر النفط تتيح مساعدة فئات المجتمع التي تواجه صعوبات"، أي "75 في المئة من السكان". وأضاف "يجب أن لا يتصوّر أحدٌ أن الحكومة تقوم بذلك، لأنها تواجه صعوبات اقتصادية، لن يذهب ريال واحد إلى الخزانة العامة".

من جهته، صرّح رئيس منظمة التخطيط والميزانية الإيرانية محمد باقر نوبخت لوكالة (الأنباء) الرسمية، بأن الإجراء "سيدر 300 ألف مليار ريال (نحو 2,3 مليار يورو)". وأوضح، "المبالغ التي تعاد إلى نحو 60 مليون إيراني ستتراوح بين 550 ألف ريال (نحو 4,2 مليون يورو بالسعر الحر) للعائلات المكونة من زوجين، إلى مليوني ريال (15,8 يورو) للعائلات المكوّنة من خمسة أشخاص أو أكثر". وأضاف، "سيتم التعامل مع أولى المدفوعات في غضون الأسبوع أو الأيام العشرة المقبلة". وقال نوبخت، إن الإجراء تقرر من قِبل "المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي الذي يضم الرئيس ورئيس مجلس الشورى ورئيس السلطة القضائية".

وزير الداخلية يحذر المحتجين

وفي موقف إيراني لافت، حذر وزير الداخلية الإيراني ​عبد الرضا رحماني فضلي​ المحتجين قائلاً إن قوات الأمن تمارس ضبط النفس حتى الآن لكنها ستتحرك لأن استعادة الهدوء لها الأولوية، وقال إنه تحت عنوان الاعتراض على قرار تعديل أسعار البنزين تسببت ممارسات البعض بمشاكل عدة للمواطن، مشيراً الى انه منذ الأمس مارست ​القوى الأمنية​ ضبط النفس تجاه هذه الممارسات، ولكن صباح اليوم بدأ البعض بممارسة أعمال مخالفة للقانون، كالتعدي على الاملاك العامة والخاصة. اضاف "أعداد قليلة تستغل هذا الوضع وتحاول ارهاب المواطنين وبالنسبة للقوى الامنية فإن أمن المواطنين أساسي".

هل تنفجر الأوضاع الداخلية؟

وعلى وقع استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية في إيران جراء العقوبات المفروضة عليها لأنشطتها المزعزعة استقرار المنطقة، وسياساتها النووية، أكد مستشار الرئيس الإيراني ورئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بدائرة الرئاسة حسام الدين اشنا أن المتربصين بالبلاد "ارتكبوا أخطاء استراتيجية"، وقال اشنا إن "إيران ليست العراق ولا لبنان ولن نسمح لوسائل الإعلام العميلة أن تقرر مصيرنا".

إيرانياً أيضاً، قال السياسي الإيراني المحافظ أحمد توكلي عبر (تويتر)، إن هذه الزيادة في أسعار الوقود "ستنقل فقط عبء عدم كفاءة الحكومة إلى كاهل الشعب"، كما عدَّ الإصلاحي مصطفى تاج زادة قرار زيادة سعر البنزين تزامناً مع تنامي التضخم والبطالة والعقوبات "خياراً سيئاً". في المواقف ايضاً، أشاد رجل الدين البارز محمد إمامي كاشاني، بالقرار، وقال في خطبة الجمعة، "على السلطات أن تضع ضوابط أكثر صرامة للأسعار لمنع خروج التضخم عن السيطرة بعد رفع أسعار البنزين".

من جانبها، رجّحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن "تتسع الاحتجاجات الإيرانية الحالية" جراء استمرار التدهور في الأوضاع الاقتصادية بالبلاد وفساد النخبة، وهي الحالة التي تشهدها دول مجاورة، في إشارة إلى العراق ولبنان.

المصدر: إندبندنت عربية

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت