السبت, 06 يوليو 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 3 أشهر
المشرف العام
شريف عبد الحميد

احتجاجات ودماء... ماذا يجري في العراق؟

صحافة عربية - الشرق الأوسط | Fri, Oct 4, 2019 8:33 AM
الزيارات: 13692
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

سقط 28 عراقيا على الأقل قتلى منذ يوم الثلاثاء الماضي في اشتباكات بين محتجين وقوات الأمن خلال مظاهرات في الشوارع فاجأت السلطات العراقية.

وكانت تلك أول احتجاجات كبرى يسقط فيها قتلى منذ أكثر من عام.

- لماذا يحتج العراقيون؟

بعد عامين من هزيمة تنظيم «داعش» يعيش قطاع كبير من سكان البلاد الذين يقترب عددهم من 40 مليون نسمة في أوضاع متدهورة رغم ما يملكه العراق من ثروة نفطية. تحسن الوضع الأمني عما كان عليه منذ سنوات غير أن البنية التحتية التي حاق بها الدمار لم تمتد إليها يد الإصلاح، كما أن الوظائف أصبحت نادرة. ويتهم الشباب من يرون أنها قيادات فاسدة صراحة بالمسؤولية عن ذلك ويقولون إن هذه القيادات لا تمثلهم.

- ما سبب تدهور الأوضاع لهذه الدرجة؟

بعد حروب متتابعة على مدار عشرات السنين مع دول مجاورة وعقوبات الأمم المتحدة وحرب أهلية طائفية كانت هزيمة «داعش» في 2017 إيذانا بأن العراق دخل مرحلة سلام وأصبح حرا في تسيير تجارته لفترة متواصلة طويلة للمرة الأولى منذ سبعينات القرن الماضي. كما أن إنتاج النفط ارتفع إلى مستويات قياسية.

غير أن البنية التحتية متهالكة، بل وتتدهور، ولم يبدأ البناء بعد في مدن دمرتها الحرب كما أنه لا تزال لجماعات مسلحة سطوة في الشوارع. واستمر الفساد منذ عهد صدام حسين، بل وترسخ في ظل حكم الأحزاب الطائفية الذي ظهر بعد سقوطه.

- ما الذي أطلق شرارة الاحتجاجات؟ ومن نظمها؟

لا يبدو أن الاحتجاجات تنسقها جماعة سياسية بعينها. وقد تزايدت الدعوات على وسائل التواصل الاجتماعي للاحتجاجات في أوائل الأسبوع الماضي. وبدا أن الإقبال على المشاركة فيها كان مفاجأة لقوات الأمن. والسببان الرئيسيان للغضب الشعبي هما قصور خدمات الدولة ونقص الوظائف. وساهمت في هذا الغضب سلسلة من الخطوات الحكومية، لا سيما تنزيل رتبة قائد عسكري يحظى بشعبية كبيرة من أوقات الحرب لأسباب لم تُشرح بشكل كاف. وكان البعض يحتج خلال المظاهرات على ما حدث لهذا القائد.

- ما تاريخ الاحتجاجات الجماهيرية في العراق؟

في شهر سبتمبر (أيلول) من العام الماضي وقعت احتجاجات كبرى تركزت أساسا في مدينة البصرة الجنوبية. ولقي فيها قرابة 30 شخصا حتفهم. ومنذ ذلك الحين شهد العراق بعض المظاهرات المتفرقة لكنها لم تكن بحجم الأحداث التي وقعت هذا الأسبوع، وكانت أول مظاهرات كبرى مناهضة لحكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي منذ تولت السلطة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

- هل سيتسع نطاق الاحتجاجات؟ وما المخاطر؟

يتوقف الأمر على الكيفية التي ستعالج بها الحكومة والأجهزة الأمنية الاحتجاجات. فسقوط مزيد من القتلى سيغذي مشاعر الغضب. فحتى الآن سقط 19 قتيلا أحدهم من رجال الشرطة. غير أن الرد القاسي قد يدفع المحتجين أيضا للبقاء في بيوتهم. ويعتقد كثيرون من العراقيين أن فصائل شبه عسكرية ذات نفوذ كبير وتتمتع بدعم إيران تقف وراء الرد العنيف على احتجاجات البصرة في العام الماضي. ومنذ ذلك الحين كانت المشاركة في الاحتجاجات محدودة. وإذا شاركت جماعات عشائرية أو فصائل مسلحة في الاضطرابات فقد يتدهور الوضع. وقد تفجرت اشتباكات بالرصاص في مدن جنوبية هذا الأسبوع بين مسلحين مجهولين ورجال الشرطة.

- هل ستلبي الحكومة مطالب المحتجين؟

وعدت الحكومة بتحسين فرص العمل للعراقيين، إذ وعد رئيس الوزراء العراقي بإتاحة وظائف للخريجين وأصدر تعليمات لوزارة النفط وهيئات حكومية أخرى لاشتراط أن يكون 50 في المائة من العاملين من العراقيين في التعاقدات التالية مع الشركات الأجنبية. وكانت الحكومة السابقة قد أصدرت وعودا مماثلة لتحسين الرعاية الصحية والكهرباء والخدمات في العام الماضي.

- هل الاضطرابات طائفية؟

حتى الآن ليس هناك بعد طائفي للاحتجاجات. فقد سعى أغلب العراقيين لتحاشي الشعارات الطائفية بعد التجربة المريرة التي تمثلت في ظهور تنظيم «داعش» وذلك رغم بقاء بعض التوترات الطائفية. وتدور الاحتجاجات حول تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وتحدث وقائعها أساسا في بغداد والجنوب الذي يغلب عليه الشيعة، لكن تتداخل فيها خطوط عرقية وطائفية. كما أن الغضب موجه لطبقة سياسية لا لطائفة بعينها. ويتناقض ذلك مع الاحتجاجات التي وقعت في العامين 2012 و2013 واستغلها تنظيم «داعش» في كسب التأييد في صفوف السنة.

- ما الذي تعنيه الاضطرابات للحكومة؟

ربما تجد الحكومة أن من الصعب السيطرة على هذه الاحتجاجات، إذ لا يشارك أي فصيل أو حزب سياسي فيها علنا، ولا حتى المعارضة البرلمانية المتمثلة في كتلة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر التي سبق أن نظمت مظاهرات من قبل. وإذا اتسع نطاق الاحتجاجات فليس من الواضح ما الخيارات التي تملكها الحكومة. ولم يُذكر شيء حتى الآن عن تعديلات وزارية أو استقالات. ومن المرجح أن ترغب الأحزاب التي اتفقت على الدفع برئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى قمة السلطة وتسيطر عليه في إبقائه في موقعه.

كلمات مفتاحية:

احتجاجات العراق

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت