الأحد, 08 يونيو 2025
اخر تحديث للموقع : منذ إسبوع
المشرف العام
شريف عبد الحميد

عبر 800 ألف تاجر

كيف استخدمت إيران العراق لترويج المخدرات بالخليج؟

ضد طهران - | Mon, Jun 6, 2016 2:30 AM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

يصل عدد مدمني ومستهلكي المخدرات في إيران إلى أكثر من مليوني شخص، وفق الإحصائيات الحكومية، غير أن إحصائيات مراكز الأبحاث والدراسات تشير لوجود أرقام مضاعفة، ونقلت وكالة “مهر” شبه الرسمية عن فاطمة دانيشوار رئيسة اللجنة الاجتماعية في مجلس بلدية طهران، أن “الحكومة ستفتح هذا المركز بناء على قرار المجلس البلدي في طهران”.

وأضافت: “وفقًا للتقارير التي تصلنا فإن الكثير ممن ينامون في الشوارع على الكراتين برفقة المتشردين والمدمنين هم من الأطفال الذين ابتلى الكثير منهم بإدمان المخدرات، ولذا من واجب الحكومة أن تنشئ مركزًا صحيًا لعلاج هؤلاء الأطفال”، قال مسؤول الوقاية والعلاج في وزارة الصحة الإيرانية إن آخر إحصائيات وزارته تشير إلى أن هناك ما يقارب المليون و350 ألف مدمن على المخدرات في إيران، حيث تشكل النساء نسبة 9% من هؤلاء المدمنين.

وفي السياق، أعلن مسؤول في منظمة علاج الإدمان، محسن روشن بجوه، عن “نية الحكومة إنشاء مراكز خاصة لمعالجة المدمنين الأطفال في كل المحفظات خلال العام المقبل”، وأشار روشن بجوه في مقابلة مع وكالة “ميزان” التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، إلى “عزم الحكومة في مكافحة ظاهرة إدمان الأطفال على نطاق واسع”، وأكد على أن “تنفيذ هذا المشروع في جميع المحافظات الإيرانية يتطلب وقتًا طويلًا لا يقل عن عام كامل”.

وخلال العام الماضي 2015، فقد حوالي 3000 شخص حياتهم في إيران بسبب سوء استعمال المخدرات، كان من بينهم 230 امرأة، أما تقرير الشرطة الإيرانية، فأشار إلى أنه إضافة إلى هذا العدد، هناك 700 ألف شخص تحت سن 21 عاماً يتعاطون المخدرات بشكل مؤقت.

تورط الحرس الثوري في تجارة المخدرات

قالت صحيفة “الخليج أون لاين”، في تقرير نشرته، إن أنواع المخدرات المنتشرة في المجتمع الإيراني متنوعة، وأكثرها تعاطيًا هي: “الميثامفيتامين، والأفيون، والهيروين، والحشيش”، وهناك أنواع من المخدرات الصناعية تروج لها مافيا المخدرات كدواء لأمراض: التوتر، والاضطراب النفسي، والسمنة، ونحافة الجسم، وتحسين البشرة وعلاج الضعف الجنسي على حد سواء.

ويصل عدد مدمني المخدرات ومتعاطيها إلى أكثر من مليوني شخص في إيران، وفق الإحصائيات الحكومية، غير أنه من المتوقع أن يكون الرقم ضعف الرقم الحالي، خاصة أن ظاهرة الإدمان في ارتفاع مستمر في المجتمع الإيراني، رغم محاولات النظام معالجة المدمنين، إلا أن إهمال الحلول الجذرية لمشكلة المخدرات جعل كل هذه المحاولات فاشلة.

ونقلت “الخليج أون لاين” عن خبير اجتماعي في طهران قوله: “إن تعاطي المخدرات أصبح أمرًا طبيعيًا بين عديد من العائلات، مثل تناول الأفيون، فهذه المادة موجودة وبوفرة، ويمكن الحصول عليها بكل يسر وسهولة، خاصة إذا عرفنا تورط بعض المسؤولين من الحرس الثوري في تجارة المخدرات وتهريبها، وتقديم التسهيلات للمهربين، ورغم العنف المستخدم ضد المهربين إلا أن عملية التهريب والتجارة في إيران في تزايد مستمر، في ظل عجز الحكومة عن معالجة الظاهرة لأنها تنكر الأسباب الجذرية لها؛ ولذا لن تتمكن من القضاء عليها”.

وأشار التقرير إلى أنه منذ فترة، اعترف مسؤول إيراني أن بلاده تستهلك سنويًا 500 طن من المخدرات، حيث أكد نائب رئيس دائرة مكافحة المخدرات في إيران، علي رضا جزيني، أن إيران أحد الممرات الأساسية لانتقال المخدرات إلى بقية بلدان العالم، حيث أنها جارة لأفغانستان التي تعد أكبر بلد لزراعة المخدرات وإنتاجها في العالم، في حين تتصدر إيران عملية التهريب مستفيدة أيضاً من موقعها الاستراتيجي وسط قارات العالم؛ لتنشيط عمليات التهريب بين العصابات الدولية في تجارة المخدرات.

واعترف المسؤول في تصريحات سابقة له لوكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، أن “الخسائر الناتجة عن إنتاج وتعاطي المخدرات في إيران بلغت ما يقارب 3 مليارات دولار، وأن 47% من هذه الخسائر تطال المتعاطين، و24% منها خسائر تكلف الحكومة، بينما 29% من هذه الخسائر تطال المجتمع، مؤكداً انخفاض سن المستهلكين للمخدرات في إيران إلى أقل من 15 عامًا، وأن 1% من طلبة المدارس في البلاد يتعاطون المخدرات، وأن 6.2% من طلبة كليات العلوم، و6.1% من طلبة كليات الطب في البلاد يتعاطون المخدرات، وأنهم كانوا يشكلون 3% من نسبة المدمنين فقط، ولكن الآن ارتفعت نسبتهم إلى 26% ما يبعث على القلق المتزايد”.

العراق بوابة إيران لتهريب المخدرات للخليج

ولفتت الصحيفة إلى أن موقع “ويكيليكس” نشر برقية سرية بتاريخ 12 يونيو 2009، صدرت عن السفارة الأميركية في باكو، تشير إلى أن كميات الهيروين التي مصدرها إيران، والمصدرة إلى أذربيجان، ارتفعت من 20 ألف كيلوجرام في 2006، إلى 59 ألفًا في الربع الأول من 2009 وحده، وأكدت البرقية التي تستند إلى تقارير سرية لمحققي الأمم المتحدة المكلفين بالملف، أن أذربيجان من الطرق الرئيسة لتصدير الهيروين نحو أوروبا والغرب.

هذه البرقية تؤكد أن إيران تعتبر من أكبر مهربي المخدرات في العالم، فهي أكبر مشترٍ للأفيون الأفغاني، وأحد أكبر منتجي الهيروين في العالم بحسب رواية الدبلوماسيين الأميركيين، ويأتي 95% من الهيروين في أذربيجان من إيران، في حين تصدر الكمية نفسها من أذربيجان إلى السوق الأوروبية.

وبحسب تصريحات مدير اللجنة الوطنية العراقية لمكافحة المخدرات، أن إيران تستخدم نفوذها في العراق، من أجل تصدير المخدرات إلى دول الجوار وخاصة دول الخليج العربي، وبقية دول العالم وإلى أوروبا، وبمساعدة ضباط الحرس الثوري الإيراني؛ إذ تؤكد هذه التصريحات أن إيران تحولت إلى عاصمة ومركز للتهريب على مستوى العالم فهي تربط بين مزارع الإنتاج في أفغانستان، وأسواق الاستهلاك في الدول الأخرى، مستغلة دول الجوار في عمليات التهريب، خاصة أذربيجان والعراق ودول الخليج العربي.

800 ألف تاجر مخدرات في إيران

في 10 نوفمبر 2013، ذكرت صحيفة “جام جم” الإيرانية أن عدد المهربين الذين يمارسون الإتجار بالمخدرات في إيران يصل إلى 800 ألف شخص، ونقلت الصحيفة عن مساعد لجنة مكافحة المخدرات بابك دين بارست القول إن: “800 ألف من المهربين يقومون بتوفير المخدرات لمليون و325 ألف من المدمنين في البلد، كما يمارس بعض المدمنين الإتجار بالمخدرات أيضا”.

وقال المسؤول الإيراني إن 8 من المدمنين يتوفون يوميًا بسبب تعاطي المخدرات وكان العدد في العام الماضي يبلغ 13 لكن لإحصائيات الجديدة تشير إلى تقليص هذا العدد، لكن أستاذ علم الاجتماع، حميد رضا جلايي بور، قال خلال مناظرة تليفزيونية إن عدد المدمنين في البلد هو أكثر مما يعلن رسميا، وإن الاختلاف يتراوح بين مليونين إلى أربعة ملايين، مشيرا إلى تأثير البطالة على ارتفاع عدد المدمنين.

وقال جلايي بور إن الأنظمة التي تعمل لاحتواء ظاهرة الإدمان هي حكومية ولم تعمل بشكل جيد لتطويق هذه الظاهرة، وقال رئيس شرطة مكافحة المخدرات علي مؤيدي قال للصحيفة: “إن إيران لها صيت عالمي في مكافحة المخدرات وقد قدمت 4 آلاف قتيل و12 ألف جريح خلال مكافحتها للمخدرات”.

ونقلت “جام جم” عن عضو اللجنة الاجتماعية في البرلمان، أمير حسين قاضي زاده أن “17% من المخدرات التي تنتج في أفغانستان تستهلك في إيران، كما تدفع إيران تكاليف كثيرة بسبب ترانزيت المخدرات عبر أراضيها”.

المصدر|التقرير

كلمات مفتاحية:

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت