الجمعة, 22 نوفمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ إسبوع
المشرف العام
شريف عبد الحميد

لا حوار مع طهران

آراء وأقوال - عبدالله العلمي | Thu, Feb 22, 2018 1:33 AM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في كلمته بمؤتمر ميونيخ للأمن الأحد الماضي، أن ثورة الخميني في العام 1979 هي السبب وراء مشاكل المنطقة، وهي التي أدّت إلى ظهور منظمات إرهابية مثل حزب الله.

لعلّي أضيف أن “الأدوات” التي زرعتها إيران تُنَفذ أجندة سياسية فكرية فارسية خبيثة في لبنان واليمن وسوريا والعراق. لم تكتفِ طهران بهذا، بل وفرت ملاذاً آمناً لأسامة بن لادن، وأشعلت حرائق الفتنة وحرضت على الاقتتال الطائفي في البحرين، وأقامت منصات لإطلاق الصواريخ في اليمن لاستهداف الأراضي السعودية.

هل هناك بارقة أمل لإزاحة الحمل الإيراني الثقيل عن المنطقة؟ بدأ اللبنانيون يتحركون (ولو بخجل) ضد نفوذ حزب الله في لبنان. تحولت سوريا من حدائق ياسمين، إلى جهنم حمراء بفضل الحرس الثوري الإيراني، وأصبح من الواضح أن صواريخ ميليشيات الحوثي الباليستية بدورها ورطت إيران أمام المجتمع الدولي، وانتشر في شوارع بغداد عفن طهران.

الموقف الدولي تغيّر ضدّ إيران بنسبة كبيرة، وأصبحت دول العالم المتحضر أكثر وعيا بالممارسات الفاشية للنظام الإيراني. أخيرا اقتنع العالم أن على نظام الملالي تغيير سلوكه وسياساته في المنطقة، لأن هذا النظام الفاشي أصبح يهدد مصالحه بشكل مباشر.

التحرك الجدي جاء بعد إعلان طهران عن نيتها تهديد مصالح العالم الحيوية كممرات البترول والغاز والملاحة الجوية والبحرية.

تحرك العالم بفاعلية في ميونيخ بعد كشف أجندة طهران ونواياها وحقيقة خطرها على الأمن الإقليمي والدولي. وزير خارجية ألمانيا أكد أن الدول الأوروبية تعمل مع الولايات المتحدة حول سبل وقف تدخلات إيران في منطقة الشرق الأوسط.

الولايات المتحدة حذرت من تزايد قوة شبكة وكلاء إيران حول العالم، وخاصة بعد أن أصبح قائد قوات القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، يصول ويجول “بكل أريحية” في المنطقة.

لم يتمكن الظريف محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، من إقناع العالم بأن وجود بلاده في العراق وسوريا واليمن جاء تلبية لحكوماتها الشرعية. فشل ظريف في استعراضاته المثيرة للسخرية ومداخلاته الهزيلة في ميونيخ بتمرير الكذبة الكبرى أن بلاده تتواجد في تلك الدول لمحاربة تنظيم داعش والتكفيريين. فشل ظريف مرة أخرى بإقناع العالم أن ميليشيات قاسم سليماني بإمكانها المحافظة على أمن المنطقة.

لم تصمت لندن وواشنطن وباريس كثيرا، بل قدمت مسودة قرار لمجلس الأمن الدولي يدين إيران لمدها صواريخها الباليستية إلى الحوثيين في اليمن، وعدم التزامها بقرارات المجتمع الدولي.

مرة أخرى تقف إيران في قفص الاتهام، ويتعين عليها الانصياع لقرارات الأمم المتحدة بحلول 26 فبراير الحالي.

ربما تمكنت طهران من تحقيق هدف قصير المدى في مفاوضات مجموعة 5 زائد واحد والتوصل إلى الاتفاق النووي في يوليو 2016 في فيينا، ولكن الإرهاب الإيراني انقلب عليها وأصبح هذا الاتفاق اليوم في مهب الريح.

لن يسمح العالم لإيران أن تعربد في المنطقة العربية بعد اليوم.

ما هو ردّ إيران؟ دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، هذا الأسبوع إلى تجاوز الخلافات بين طهران والرياض، مشيرا إلى أن منطقة الخليج “تحتاج إلى آلية جديدة للحوار”.

ما تحتاجه منطقة الخليج يا سيد ظريف هو أن تكف إيران عن أعمالها العدائية ضد جيرانها، والتوقف عن تدريب الخلايا الإرهابية، واستفزاز المجتمع الدولي، وانتهاك القرارات الأممية، وأن تسحب ميليشياتها من بيروت ودمشق وصنعاء وبغداد. بعد ذلك، ربما يبدأ الحوار.

(العرب)

كلمات مفتاحية:

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت