رأى السفير الأمريكي السابق في سوريا، وهو آخر سفير لواشنطن في دمشق، روبرت فورد، والباحث حاليَا في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، في مقابلة مع صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية، أن بشار الأسد سوف يبقى في السلطة. وأوضح فورد أن "الحرب تتلاشى شيئاً فشيئاً. لقد فاز الأسد وسيبقى في السلطة، وربما لن يخضع أبداً للمساءلة. وإيران سوف تبقى في سوريا. هذا هو الواقع الجديد الذي يجب أن نقبله، وليس هناك الكثير لنقوم به حيال ذلك".
ووفقا لتقديرات السفير الأمريكي السابق، فإنه "ما لم تكن الحكومات الأجنبية التي دعمت في الماضي مقاتلي الجيش السوري الحر على استعداد لإرسال الأموال والأسلحة، بما في ذلك صواريخ مضادة للطيران، وتوفير مستشارين عسكريين كما هو الحال مع "قوات سوريا الديموقراطية" في معاركها ضد "داعش"، سيكون من المستحيل للمعارضة هزيمة الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين".
ورأى في الضغوط الإقليمية على المعارضة لتقديم تنازلات حول مستقبل الأسد اعترافا بأن الوضع العسكري في مصلحة الأسد وروسيا وإيران". وأوضح أن الحكومة السورية "لن تقبل الإدارات المحلية أو اللامركزية رغم أن الجانب الروسي يواصل الحديث عن ذلك. إذ لم أقابل أي بعثي في العالم العربي كان يحب فكرة اللامركزية، لا في العراق ولا الجزائر ولا في سوريا".
وقال إن "النظام يتجاهل مناطق "تخفيف التصعيد" الروسية عندما تكون له أفضلية عسكرية. وسوف يعود إلى استعادة درعا أو إدلب، عاجلاً أم آجلاً، قد يستغرق الأمر عامين أو أربعة أعوام، لكنه لن يقبل بسيطرة حكومات أخرى على تلك المناطق، محلية كانت أو أجنبية".
وعن احتمال عودة العلاقات الأوروبية مع دمشق، أفاد أن الأوروبيين "سيفعلون ما يخدم مصلحتهم. قد يرون ذلك في التعاون الأمني... وذلك لا يحتاج إلى وجود سفارة في دمشق. أما سياسياً، فسوف تبقى هناك بعض الصعوبات". وأضاف أن "العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والكونغرس الأميركي، تحدّ من إمكانية تلك الدول في تمويل إعادة الإعمار أو القيام بصفقات تجارية... الانفتاح الاقتصادي أمر مستبعد جداً".
وتحدث عن قلق إسرائيل إزاء الوجود الإيراني في سوريا، قائلا إن "القلق يتزايد لسببين: أولاً، بسبب وجود عشرات الآلاف من المقاتلين الموالين لإيران، ممن لن يعودوا إلى ديارهم (بعد نهاية الحرب). وإذا اندلعت حرب أخرى بين حزب الله وإسرائيل، فإن الكثير من هؤلاء المقاتلين سيعززون حزب الله. ثانياً، إن تزايد الوجود الجوي الروسي في سوريا وانتشار حزب الله قرب الحدود يشكلان مصدر قلق كبير... كان الإسرائيليون يطيرون من دون قلق فوق سوريا، أما الآن فقد تغيرت حساباتهم كلّها. إن التحول في تطورات الأحداث في سوريا جعل الوضع أسوأ بالنسبة إلى إسرائيل".
وتعقيبا على تصريحاته السابقة بشأن موقف واشنطن من الأكراد بعد هزيمة "داعش"، قال إنه "بعد إنهاء (داعش) من الرقة ودير الزور، هناك احتمال كبير بأن تشن الميليشيات الإيرانية والأسد هجوماً ضد الأكراد. وفي هذه الحالة، لن يستخدم الأميركيون قواتهم للدفاع عن الأكراد"، مضيفاً أن "الرئيس التركي أردوغان سيكون سعيداً بهجوم الأسد، والأكراد سوف يرتكبون خطأً فظيعاً إن اعتقدوا أن الولايات المتحدة سوف تأتي لإنقاذهم".
(العصر)
** رابط المقابلة كاملة:
https://www.thenational.ae/world/the-americas/assad-has-won-says-former-us-ambassador-to-syria-1.623562