تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني
اتهم مفتي الديار العراقية الشيخ رافع الرفاعي، الجمعة، الحكومة العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي" (شيعية موالية للحكومة)، بممارسة "الإرهاب" بحق المدنيين السنة، بحجة محاربة تنظيم "داعش"، في شمالي وغربي العراق.
وقال الرفاعي، في مقابلة مع الأناضول، إن "ما يجري في الفلوجة، (كبرى مدن محافظة الأنبار غربي البلاد)، عمليات تدمير وليست تحريرا. لأن حشود المقاتلين الذين في غالبهم من المليشيات الشيعية التابعة لإيران، ناقمون على أهل الفلوجة ويريدون أن يدفنوهم في مدينتهم".
وأضاف: "لا ينبغي للحكومة أن تكون رأسا للإرهاب، ثم تدعي أنها تحاربه"، على حد قوله، محذرا من أن "المليشيات الشيعية، التي تساند الحكومة في عملياتها في الفلوجة، تقاتل بنزعة طائفية من أجل تصفية أبناء السنة وتدمير ونهب مناطقهم".
وتابع الرفاعي أن "الفلوجة عين قلادة أهل السنة والجماعة في العراق، وما يريدونه هو الانتقام من أهل السنة بدوافع طائفية، ولو دخلوها لن يتركوا حجرا على حجر فيها".
وبشأن السياسيين السنة المشاركين في الحكومة ودورهم فيما يجري بالفلوجة، ذكر مفتي الديار العراقية، أن "الحكومة لا تمسك بزمام الأمور في البلد، وإنما الأمر بيد المليشيات، التي تدار من إيران".
وفيما إذا كانت العراق تتجه نحو التقسيم نتيجة التوترات الطائفية، قال الرفاعي، إن "التقسيم ليس حلا لأنه سوف يدمر البلاد، فالحل ووقوف الدولة على قدميها، يكمن في التخلص من الساسة، الذين جاءت بهم إيران".
وبدأت القوات العراقية في 23 أيار/ مايو الماضي، حملة عسكرية، بغطاء جوي من دول التحالف الدولي، لاستعادة الفلوجة وهي معقل رئيسي لتنظيم الدولة غربي البلاد.
واستعادت القوات العراقية مناطق واسعة في محيط الفلوجة، لكنها واجهت مقاومة عنيفة على مدى الأسبوع الماضي، في المدينة الواقعة على بعد 50 كيلومترا غرب بغداد.
وكانت الكثير من المنظمات والهيئات السنية الإسلامية قد حذرت من "عمليات انتقامية" قد يرتكبها الحشد الشعبي، ضد المدنيين في الفلوجة، في حال مشاركته باقتحامها.
وكانت الفلوجة التي يقطنها غالبية من السنّة، أولى المدن التي سيطر عليها تنظيم الدولة مطلع عام 2014، قبل اجتياحه شمالي وغربي البلاد صيف العام نفسه، وهي ثاني أكبر مدينة في قبضة التنظيم بعد الموصل، المعقل الرئيسي له شمالي العراق.