الإثنين, 23 يونيو 2025
اخر تحديث للموقع : منذ يوم
المشرف العام
شريف عبد الحميد

القصّة الكاملة للتعاون الإيراني الصهيوني

تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

الجزء الأول

مقدّمة لا بد منها

هي محاولة لجمع الوثائق والكتابات والبحوث المتعلّقة بالتعاون الإيراني الصهيوني وهو تعاون فاحت رائحته خلال الحرب العراقية الإيرانية (القادسية الثانية) ولا زالت تفوح إلى يومنا هذا رغم النفاق الإيراني المغلّف بشعارات فضفاضة كالموت لأمريكا والشيطان الأكبر وغيرها من الاسطوانة أو المعزوفة إياها.

وقبل عرض تلك الوثائق والبحوث كان لا بدّ من تقديم تاريخي للعلاقة بين اليهود وإيران حتى يتسنى للقارئ الكريم تكوين فكرة أوّلية عن مقدّمات التعاون وجذوره التاريخية، وعلى هذا الأساس نستهلّ هذه المحاولة بعرض لكتاب مأمون كيوان (اليهود في إيران) وهو كتاب من القطع المتوسط من نشر بيسان للنشر والتوزيع والإعلام، ويتكون الكتاب من 159 صفحة وأربعة فصول.

ويشير الكاتب عبر فصوله الأربعة إلى التواجد اليهودي في إيران وأوضاعهم حيث يبدأ الكتاب بالإشارة إلى تغير النظم السياسية في إيران منذ ظهور الدولة الإيرانية بنظام حكمها الإمبراطوري قبــل نحو 25 قرنا وانتهاء بنظام الحكم الجديد والذي سمي (نظام الحكم الجمهوري الإسلامي) والذي ظهـر في العام 1979 وما تبع ذلك من تغير في عوامل الدفع والجذب والتي أثرت في أوضاع اليهود المقيمين في إيران من الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية والدينية حتى نهاية التسعينيات.

تاريخ الوجود اليهودي في إيران:

ويتناول الكاتب تأريخ وجود الجماعة اليهودية في إيران والذي يعود إلى قرابة 2500 عاما حيث كانت تتسم هذه الجماعات بعدم الوضوح والتخفي حتى بداية وحلول القرن العشرين حيث بدأت تتضح معالم التواجد اليهودي في ظل حدوث متغيرات جذرية في نظام الحكم آنذاك حيث وضع دستور للبلاد في عام 1906 – 1907 وتم تشكيل مجلس نيابي، وقد بدأ أول تمثيل لليهود في أول برلمان منتخب بترشيحهم السيد عبد الله بهبهاني ويعتنق الديانة الإسلامية كممثل لهم في مطالبات اليهود البرلمانية في إيران.

وفي عهد رضا شاه في العام 1925 تحسن وضع اليهود من خلال سن مجموعة من القوانين المدنية حيث حصل اليهود على تحديد مكانتهم فقد سمح لليهود كطائفة تمثيل أنفسهم عبر مرشح برلماني ولهم مقعد واحد وجاء هذا التحديد بعد أن شهدت إيران أحداثا هامة في الفترة الواقعة بين عامي 1900-1907 تمخضت عن قيام البرلمان الإيراني لأول مرة في تاريخ إيران، حيث استثمرت من فيما بعد من الشاه رضا شاه بهلوي وبنى عليها اليهود الإيرانيين في مطالباتهم التي كانوا محرومين منها من تولي المناصب في المؤسسات والجيش وغيرها.

أما في عهد الجمهورية الإسلامية فقد حدد الدستور رؤيته للأقليات والمجموعات الإثنية المستقرة تاريخيا في إيران عبر سن مجموعة من المواد القانونية في الدستور تحفظ للأقليات حقوقها في المعاملات والترشيح البرلماني.

ويتطرق الكاتب إلى الوضع القانوني والتنظيم الذاتي لليهودي من خلال الحركة الليبرالية الإصلاحية التي ظهرت في القرن الخامس عشر والتي نادت بتحويل إيران إلى دولة حديثة مماشـاة مع الدول الأوروبية، حيث بدأ تحسن وضع اليهـود في عهد الــشاه ناصر الدين (1848 ـ 1896) الذي سعى إلى الانفتاح الاقتصادي وفتح العلاقات خاصة مع اليهود الأوروبيين، وبتغير أحوال الحكم في إيران وانتقالها من العهد الإمبراطوري الشاهنشاهي إلى الثورة الخمينية تحسنت الأوضاع القانونية ليهود إيران.

وقد كان لليهود دور سياسي في إيران الثورة عبر بعض منظماتهم مثل "منظمة المثقفين اليهود التقدميين" و"جمعية يهود طهران" و"الرابطة الثقافية والاجتماعية اليهودية" وكان يهود طهران جسر للتواصل مابين إيران الخمينى و(إسرائيل)!!

والخمينى هو الذي منح اليهود في طهران وعداً بأن اليهود لن يكونوا عرضة للأعمال المعادية في استقباله لخمسة من كبار الحاخامات في أيلول من عام 1979.

ويعرج الكاتب إلى تجاذبات الأوضاع التعليمية والدور الأساسي لمدارس الإليانس إلى جانب مدارس الحاخامية في تعليم اليهود الإيرانيين، كما ويشير إلى نشاط الإعلامي والثقافي اليهودي في مجالات الميراث والزواج والدفن والطعام اليهودي والتعليمي.

الفصل الثاني

يشير الكاتب في عنوانه صهينة يهود إيران إلى تقلب أوضاع اليهود في إيران وفقا لتقلبات أنظمة الحكم في إيران والوضع الداخلي والاقتصادي فيها بناء على علاقاتها مع الدول المجاورة لها، ويؤكد على وجود الجماعة اليهودية في إيران بدلالة وجود مقابر لهم فيها، وتأكيدا على ذلك يشير إيشعيا رئيس "الجمعية اليهودية في طهران" أن عدد يهود طهران عام 1997 يصل إلى ثلاثين ألف يهودي من أصل أربعة وستون مليون نسمة هو عدد سكان إيران، ويذكر الكاتب اعتزاز واعتقاد اليهود بفضل الملك كوروش حيث كان له السبق في هجرتهم وعودتهم إلى القدس عام 538 قبل الميلاد وما تبع ذلك من تسلسل تاريخي لتواجد اليهود مرورا بالفتوحات الإسلامية في القرن السابع الميلادي حيث أصبحت بلاد فارس جزءا من الإمبراطورية الإسلامية حيث ترتب على ذلك أن أصبح يهود هذه البلاد من رعايا الإمبراطورية الإسلامية بصفتهم أهل كتاب.

وبعد ظهور الدولة الصفوية في القرن السادس عشر الميلادي ذات المذهب الشيعي كانت بداية الانقلاب في أوضاع اليهود حيث كان لليهود انتشارهم الواضح في عموم البلدان الإسلامية والعربية كذلك، وقد وزعوا على سبعة مراكز هي العراق، كردستان، إيران، أفغانستان، بخارى، اليمن، وعدن، وذلك لما لاقوه من ضائقة حيث أرغم الكثير منهم على اعتناق الإسلام وظهرت بذلك الطائفة البهائية.

وقد كان لظهور البهائية الدور الأساسي في اندماج اليهود في المجتمع الإيراني من خلال قيام البهائية بدور الطابور الخامس في إيران، ورغم أن البهائية كانت فئة قليلة العدد إلا أنها كانت قد مركزت أعضاء منها في أكبر مناصب الدولة حيث كان لهم التأثير في احتواء تشتت اليهود وثقافتهم، وقد بدأت الهجرة من القرى والأطراف إلى طهران والتمركز فيها وذلك في بداية القرن العشرين حيث الأمان والاستقرار.

وقد ظهر التحرك في تنوع أنشطة اليهود الاقتصادية خلال فترة القرن العشرين والذي تزايدت فيه قوة الحركة الليبرالية والتي سعت إلى تطبيق نظم الحكم العلمانية وربطها بالسلطة، حيث لم تقتصر أنشطة اليهود الاقتصادية على التجارة فقد عملوا كذلك في مجال السياحة والفندقة كما عمل الكثير منهم في مجال الطب والمحاماة والتدريس في الجامعات.

ويعرج الكاتب إلى دور الصهيونية وتأثيرها في يهود الشرق من خلال دعوتهم لممارسة الأنشطة الصهيونية بشكل منظم من خلال اتصال مؤسسات الصهيونية العالمية وما يتفرع عنها من أنشطة وخاصة في إيران.

يهود إيران وفلسطين:

ويبحث في هذا المساق دور مبعوثي الاستيطان اليهودي في فلسطين وجهودهم في نسج العلاقات بين الأقليات اليهودية المتواجدة في البلدان الإسلامية ودعوتهم للهجرة إلى فلسطين وبذلك أصبحت فلسطين مركزا يهوديا روحانيا مهما منذ القرن السادس عشر .

الهجرة إلى فلسطين:

ويبين الكاتب توضيحا لعملية الهجرة اليهودية الإيرانية إلى فلسطين والتي جاءت في سياق هجرة عامة ليهود بلاد الشرق الإسلامي إلى فلسطين عبر مراحلها الخمس وهي:

1 - الهجرة الفردية (1812 - 1880)

2 - الهجرة بأعداد كبيرة (1880 - 1914)

3 - الهجرة غير الشرعية (1915 - 1998)

4 - الهجرة الجماعية (1949 - 1952)

5 - مرحلة الهجرات اللاحقة (1953 - 1997)

يهود إيران في (إسرائيل)

ويذكر الكاتب أن تواجد اليهود الإيرانيين في (إسرائيل) يتمركز في القدس وفي مستوطنة "بيت شيمش" وفي حيفا وتل أبيب ومدن التطوير وخاصة بئر السبع وفي العديد من المستوطنات الزراعية حيث يعملون في تجارات محدودة في تل أبيب والقدس، وعددهم وفقا لإحصائيات 1994 يقدر بنحو مئة وأربعة وثلاثين ألفا وسبعمائة يهودي، ولهم مشاركة محدودة في أجهزة السلطات الثلاثة، وعلى العموم فإن اليهود الإيرانيين يعانون بشكل عام من التمييز الطائفي بين اليهود الغربيين واليهود الشرقيين.

الفصل الثالث

إيران وفلسطين:

ترجع علاقة إيران بفلسطين إلى أواخر القرن التاسع عشر من خلال إيجاد ممثليه لها في فلسطين خاصة بعد هجرة عدد كبير من التجار الإيرانيين إلى فلسطين، وهنا توضيح للمراحل الثلاث لتاريخ العلاقة بين إيران وفلسطين:

فالمرحلة الأولى: 987 - 1947 حيث كان التعبير عن وجود اهتمام إسلامي، وكان سلبيا في بعض الأحيان.

أما المرحلة الثانية: 1948 - 1978 وهي الفترة الشاهنشاهية، حيث كان منطق الاهتمام هو العلاقة ما بين القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني عموما.

المرحلة الأخيرة: تبدأ بسقوط النظام الشاهنشاهي وإعلان قيام الجمهورية الإسلامية وما تلا ذلك من تغيرات جذرية على السياسة الخارجية الإيرانية.

ويتطرق الكاتب إلى تدرج الاهتمام بفلسطين ابتداء من التغيرات الداخلية الحاصلة في إيران في القرن التاسع عشر، حيث خضعت إيران للتقسيم من قبل الروس والبريطانيين، وتلا ذلك (وعد بلفور)، ونتيجة للضعف السياسي في إيران كان الرد بواسطة مبادرات لتنظيم إيرانيين للجمعيات الشعبية والمنتديات، حيث تلا ذلك إنشاء عصبة الأمم التي جاءت كنتائج للأحداث والتطورات التي شهدتها الساحة السياسية الدولية خلال العقدين الأوليين من القرن العشرين.

واندلاع الحرب العالمية الأولى وقد مثل إيران في عصبة الأمم ((ذكاء الملك فروغي)) وهو ماسوني عريق لم يكن من اهتمامه طرح موضوع فلسطين في اجتماع عصبة الأمم حين ذاك.

وأيام حرب فلسطين 1948 شهدت إيران شأن الدول العربية ودول إسلامية أخرى حملات شعبية لجمع الأموال وإرسال المتطوعين، ومن ناحية أخرى جرى تحديد موقف إيران تجاه القضية الفلسطينية حيث اعترف الشاه (بإسرائيل) وسمح لها بتمثيل سياسي وتجاري عام 1960 وصولا إلى انتصار الثورة الإيرانية حيث رفع الخميني شعار (اليوم إيران وغدا فلسطين) واستبدل سفارة الكيان الصهيوني في طهران بسفارة فلسطين في الأيام الأولى لانتصار الثورة حيث أعلن الخميني صراحة (أن الإسلام وشعب إيران المؤمن والجيش الإيراني الأبي..... ويعلن عن استنكارهم وشجبهم لتحالف السلطة الملكية مع إسرائيل عدوة الإسلام وإيران......)، حيث تم الانسجام بين الموقفين الرسمي الحكومي والشعبي بل والانسجام بينهما دعما لنضال الشعب الفلسطيني ومقاومة وشجبا لموقف الكيان الصهيوني، مع أنه كانت هناك تفسيرات للتوجه بإجراءات إزاء اليهود والحوار معهم، حيث قال الشيخ محمد علي التسخيري (وكيل وزارة الإرشاد والثقافة) أنه "لا مانع من ذلك الحوار إن كان هناك يهود غير مرتبطين بالمسيرة الصهيونية الحاقدة وهي بالواقع يهودية منحرفة ويهودية سلبية وحاقدة وإذا خرج العلماء من العقلية الصهيونية فهناك مجال كبير للحوار معهم".

وقد وصلت عمق العلاقات لدرجة أن زار رؤساء الأركان العامة في الجيش (الإسرائيلي) إيران عام 1961 باستثناء حاييم بارلين.

وقد كان للعلاقات الاقتصادية والعسكرية الأثر الأكبر في زيادة تأثير (إسرائيل) في مواقف يهود إيران حيث حرص (الإسرائيليون) على تبادل الزيارات الدبلوماسية وتنسيق المواقف السياسية والتي كانت من ثمارها إقامة وكالة (إسرائيلية) تشتري أراضي إيرانية خصوصا للمناطق القريبة من العراق والعمل على تدريب يهود إيرانيين على الجاسوسية وتوزيعهم على دول الخليج العربي.

وفي أعقاب حريق المسجد الأقصى اشتركت إيران في مؤتمر القمة الإسلامية في الرباط وبدأت مسيرة التصالح بين إيران ومصر ابتداء من العام 1971 حيث أثرت على العلاقات (الإسرائيلية) - الإيرانية إلا أن ذلك لم يمنع من استمرار العلاقات بين الجانبين الإيراني و(الإسرائيلي) حيث لم تمنع إعادة العلاقة بين (إسرائيل) ومصر غولدا مائير من زيارة طهران في منتصف شهر أيار 1972 وما تبعها من زيارة لدبلوماسيين يهود.

والخشية من طرف اليهود كانت بعد التغيرات الداخلية التي طرأت وكان من نتائجها الإطاحة بالشاه وما نتج عن ذلك من خسائر سياسية واقتصادية.

إيران والتسوية:

ويتناول موقف إيران من عملية تسوية الصراع العربي الصهيوني في إطار محددات علاقة إيران بفلسطين وقصتها من خلال مرحلتين في تاريخ الموقف الإيراني - من عملية التسوية.

المرحلة الأولى: وتشمل مرحلة الحكم الشاهنشاهي في إيران 1973 - 1978 حيث أهتم الشاه بلعب دور فاعل في هذه العملية.

المرحلة الثانية: تمتد من العام - 1980 وحتى العام 1997 - وخلالها تم تحديد المواقف السياسية (للجمهورية الإسلامية) في إيران إزاء محطات عديدة من محطات عملية التسوية بدءا بخطة الأمير فهد وخطة ريغان وقمة فاس الأولى مرورا (بمؤتمر مدريد للسلام) وانتهاء (باتفاق أوسلو).

الفصل الرابع

إيران و(إسرائيل)

يشير الكاتب إلى الاتصالات التي كانت بين النظام الشاهنشاهي في إيران وقادة الحركة الصهيونية في فلسطين وخارجها قبل عام - 1948 - ويوضح بأن المرحلة التي أعقبت حرب فلسطين وإعلان قيام (إسرائيل) هي المرحلة التي تم إرساء أسس العلاقات الرسمية بين إيران و(إسرائيل) خلالها.

وقد أعلن في عهد حكومة رئيس الوزراء الإيراني اعتراف إيران (بإسرائيل)، حيث لم يدم الاعتراف طويلا، حين استدعت الحكومة الإيرانية في عهد مصدق ممثلها لدى (إسرائيل) في 4/7/1951 في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء رزم أراه في 23/3/1951 تمهيدا لسحب الاعتراف (بإسرائيل)، حيث حلت القنصلية العامة (الإسرائيلية) في 8/7/1951.

وبعد إسقاط حكومة مصدق، أعاد الشاه علاقته (بإسرائيل) واعترف بها وقبل السفير (الإسرائيلي) - د روي دوريل - في بلاطه وأرسل إلى تل أبيب من يمثله.

وقد شهدت العلاقات تطورا اقتصاديا ملحوظا مع (إسرائيل) خاصة بعد تشريع قانون استخدام وحماية رؤوس الأموال الأجنبية الذي وضع عام 1955، حيث كان للرأسمالية (الإسرائيلية) الدور الفاعل في المشاريع الإنمائية في إيران - وفي الكتاب أمثلة عديدة تؤكد ذلك.

ومن الدير بالذكر أن العام 1965 هو بداية العلاقـات التجارية الرسمية الإيرانية – (الإسرائيلية)، فمن ناحية العلاقات الأمنية بين طهران وتل أبيب، فعلى الرغم من أنها كانت سرية، إلا أنها كانت متطورة في كافة المجالات الأمنية والعسكرية، ومشاركة (إسرائيل) في إنشاء هيئة الشرطة السرية الإيرانية (السافاك) عام - 1957 - عبر جهاز (الموساد) وتعاونه مع وكالة الاستخبارات الأمريكي (سي آي أي) وقيام (إسرائيل) ببيع بعض أنواع الأسلحة إلى إيران وتبادل الخبرات العسكرية خير مثال على ذلك.

التعاون الإيراني (الإسرائيلي)

(اليوم إيران وغدا فلسطين) شعار رفعه الخميني، حيث أعلن مهدي بازركان رئيس أول حكومة في عهد (الجمهورية الإسلامية) عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران و(إسرائيل) 17/2/1979 حيث أعيد الدبلوماسيون الإيرانيون الموجودون في (إسرائيل) إلى إيران وطلب من الدبلوماسيين اليهود مغادرة أراضي إيران.

ومع هذا الشعار الجميل قامت الحكومة الإيرانية بالتعاون والتعامل مع (الحكومة الإسرائيلية) من خلال زيارات سرية متبادلة قام بها مسؤولون إيرانيون و(إسرائيليون) لكلا البلدين!!

وتأييدا لوجود تعاون (اسرائيلي) - إيراني فقد تم التفاوض على موضوع صفقات السلاح في عهد الخميني على أثر اجتماع سري بين الرئيس علي أكبر خامنئي وبين شمعون بيريس على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك، حيث أبدى خامنئي استعداده للإفراج عن الرهائن الأمريكيين في لبنان حينذاك كخطوة نحو تحسين العلاقات بين الطرفين الإيراني و(الإسرائيلي) مقابل تزويد (إسرائيل) طهران بصفقة أسلحة تتضمن صواريخ أرض - جو وقطع غيار لطائرات الفانتوم الأمريكية لدى إيران لتستخدمها في حربها مع العراق.

أن إمدادات من الأسلحة (الإسرائيلية) توافدت على إيران، ومن المؤكد أنه تواتر الأخبار عبر مصادر مختلفة حول الاستفادة الإيرانية من الخبرات (الإسرائيلية) في المجال التدريبي العسكري وفي مجال الاستفادة من الأسلحة (الإسرائيلية) المتنوعة وما تبع ذلك من استعداد الإدارة (الإسرائيلية) لتطوير سلاح الجو الإيراني والبحث في إعادة تشغيل طائرات الفانتوم وما يتبع ذلك من تزويد إيران بقطع غيار لها.

وقد كشف النقاب عن صفقات لشراء إيران أسلحة (إسرائيلية) مثل (العوزي)، وغازات سامة كيماوية من تجار يهود من خلال السوق السوداء وكذلك معدات لصنع رؤوس حربية كيماوية.

وما نشر عن موضوع الأسلحة والتعامل به بين الإيرانيين واليهود ظل بالنسبة للإيرانيين بين الإنكار والتشكيك، ولكن الواقع يشهد بأن ما تم من صفقات هو أمر واقع.

الجزء الثاني

في هذا الجزء حاولنا أن نتناول التعاون الإيراني الصهيوني من خلال شهادات لرجال عاشوا القصة من أوّلها إلى آخرها وهم في أعلى مواقع السلطة بإيران، فـ"آية الله" منتظري كان ثاني رجل في الدولة بعد الإمام الخميني أمّا الدكتور أبو الحسن بني صدر فقد كان يشغل موقع رئاسة الجمهورية وإليكم بعضا مما جاء في شهادتي الرجلين المذكورين دون زيادة أو نقصان.

شهادة "آية الله" منتظري

منتظري: رسالة من تاجر سلاح وصلتني بالصدفة كشفت الاتصالات السرية بين طهران وواشنطن

مذكرات "آية الله" حسين منتظري أثارت ضجة واسعة في إيران دفعت بالسلطات إلى منع تداولها واعتقال بعض الأشخاص بتهمة محاولة توزيعها في كراسات، لأنها احتوت على الكثير من الأسرار والقضايا الخلافية، وفي الفصول المتعلقة بالحرب الإيرانية - العراقية، يتحدث "آية الله" منتظري الذي كان نائبا لـ"آية الله" الخميني طيلة فترة الحرب، عن الخلافات العميقة بين الجيش والحرس ومعرفة العراق وبتفاصيل تحركات القوات الإيرانية وإدارة الحرب من طهران، ويذكر كيف أضاعت القيادة الفرص لإنهاء الحرب بصورة مشرفة، ثم يروي لأول مرة تفاصيل قضية "إيران-غيت" التي أعدم شقيق صهره مهدي هاشمي بسبب تسريب أخبارها إلى وسائل الإعلام/ وفي ما يلي حلقة جديدة من المذكرات التي حصلت عليها "الشرق الأوسط":

* الخميني وافق على تجرع كأس السم وقبول التسوية مع العراق بعد نصيحة من مستشاريه.

* اقترحت القبول بوساطة الدول الإسلامية كمخرج للقبول بالقرار 598 ووقف الحرب

لندن: علي نوري

زادة "كان هناك رجل ثري باسم منوتشهر قرباني فر عمل في حقل تجارة السلاح، وكانت لديه ارتباطات وثيقة مع جهات في الخارج، في أميركا وغيرها، هذا الرجل جاء إلى إيران برفقة مكفارلن ممثل (الرئيس الأميركي آنذاك) رونالد ريغان، وكان الدكتور محمد علي هادي نجف آبادي - سفير إيران السابق في الإمارات والسعودية ومساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية والبرلمانية حاليا - قد أجرى مباحثات مع مكفارلن بتكليف من مسؤولين في طهران، ووصلتني تقارير تحتوي على رسالة في مكتبي، باعتباري قائمقام الولي الفقيه، ولما قرأت تلك التقارير والرسالة التي كانت من منوتشهر قرباني بواسطة أوميد نجف أبادي علمت بتفاصيل الاتصالات السرية مع أميركا وزيارة مكفارلن، وبالنظر إلى تورط "اسرائيل" في الأمر، فأنني اعترضت بشدة، بحيث كنت أرى أن القضية معيبة جداً.

ولما زارني السيد (هاشمي) رفسنجاني اعترضت على الأمر وقلت لماذا لم تبلغوني بقضية زيارة مكفارلن؟ وفوجئ رفسنجاني وقال "كنا ننوي إبلاغكم في ما بعد..".

هل كان الخميني على علم بزيارة مكفارلن والاتصالات السرية مع الولايات المتحدة ومجيء مسؤولي "الموساد" والاستخبارات الأميركية إلى إيران؟ يقول منتظري: "لا أدري ما إذا كان الإمام الخميني على علم بالموضوع منذ بدايته، المهم أنني ذهبت إلى بيته بعد مواجهتي مع هاشمي رفسنجاني وشرحت الأمر للسيد احمد الخميني (نجل الخميني) الذي فوجئ هو أيضاً بمعرفتي الشاملة بالقضية، إذ سأل من أين جاءتك المعلومات؟ فقلت لا يهمك لعل الجان خابروني! قال، حسناً حينما يطلعونكم الجان بهذه الأخبار حبذا لو أرسلتموها إلى الإمام الخميني، لقد كان رفسنجاني واحمد الخميني والآخرون مستاءين جداً إزاء معرفتي بالأمر..".

وهل سبب تسريب خبر زيارة مكفارلن والكولونيل اوليفر نورث وممثلي الاستخبارات الأميركية و"الاسرائيلية" سراً لطهران، في اعتقال وإعدام أوميد نجف آبادي المدعي العام السابق في مدينة أصفهان، ومهدي هاشمي شقيق صهر منتظري واحد مؤسسي الحرس ورئيس مكتب الحركات والتنظيمات التحررية والثورية بقيادة حراس الثورة؟

يرد منتظري على هذا السؤال في مذكراته قائلا: "كل شيء محتمل والاحتمال خفيف المؤونة، إذ أن بعض الأخبار السرية والتلكسات التي وصلت إلى جهاز التلكس الخاص في بيتنا تشير إلى وجود علاقة بين إعدامهما وقضية "إيران-غيت" وشحن الأسلحة "الاسرائيلية" إلى إيران، ومما يجب ذكره أن السيد قرباني أرسل لي رسالة بعد ذلك، أشار فيها إلى أنه من المقرر أن يتم عزلي من منصب قائمقام - نائب - الولي الفقيه - ويكشف ذلك، أنه - أي قرباني فر - كان على اتصال مع بعض المراكز، وأن مشروع عزلي كان قيد الدرس قبل تطورات بداية عام 1368 الشمسي (مارس - آذار 1988) (أي تبادل الرسائل الغاضبة بين منتظري والخميني وصدور قرار عزل منتظري من قبل أستاذه)".

مذكرات منتظري بجريدة الشرق الأوسط

شهادة د . أبو الحسن بني صدر

الحوار الذي أجرته  قناة "الجزيرة" مع د. أبو الحسن بني صدر الرئيس الإيراني الأسبق.

س - تحدثنا عن موضوع الحرب الإيرانية-العراقية ومررت إلى "إسرائيل"، هل كنت على علم بوجود علاقات معينة مع "إسرائيل" لأجل الحصول على السلاح؟

ج - في المجلس العسكري أعلمنا وزير الدفاع أننا بصدد شراء سلاح من "اسرائيل"، عجبنا كيف يفعل ذلك، قلت: من سمح لك بذلك ، قال: الإمام الخميني، قلت هذا مستحيل!

قال: أنا لا أجرؤ على عمل ذلك لوحدي، سارعت للقاء الخميني وسألته: هل سمحت بذلك؟ قال: نعم إن الإسلام يسمح بذلك، وإن الحرب هي الحرب، صعقت لذلك، صحيح أن الحرب هي الحرب، ولكنني أعتقد أن حربنا نظيفة، والجهاد هو أن نقنع الآخرين بوقف الحرب والتوق إلى السلام، نعم هذا الذي يجب عمله وليس الذهاب إلى "اسرئيل" وشراء السلاح منها لحرب العرب، لا لن أرضى بذلك أبداً، حينها قال لي: إنك ضد الحرب، وكان عليك أن تقودها لأنك في موقع الرئاسة.

التعامل مع "إسرائيل" في الحرب ضد العراق

س - السيد الرئيس السؤال فعلا محرج، كيف أن الخميني الذي قاد كل هذه الثورة الإسلامية، ووضع القدس واستعادتها وحماية فلسطين في أولوياته كيف يمكن أن يشتري السلاح من "اسرائيل"؟! حين نسمع منك هذا الكلام لا نستطيع أن نصدق شيئاً مماثلاً.

ج - حتى اليوم وقبل ستة أشهر كان "الإسرائيليون" ألقوا القبض على بعض المواطنين المتورطين في بيع الأسلحة لإيران، لقد حاولت منع ذلك - شراء الأسلحة من "إسرائيل" - خلال وجودي في السلطة وبعدها كانت "إيران-غيت"، ما معنى "إيران-غيت" كان إنها فضيحة شراء الأسلحة الأمريكية عبر "إسرائيل".

س - قلت إن الخميني قال لك: إذا لم ترد أسلحة عبر "اسرائيل" فتش عن دول أخرى، من هي الدول التي أعطتكم السلاح في بداية الحرب؟

ج - بالنسبة للخميني كان شراء الأسلحة مسموحاً به من كل مكان حتى من "اسرائيل"، شكلت آنذاك لجان ذهبت إلى أوربا وإلى مصر لأن هناك عقودا بينهم وبين الشاه.

قصّة التعاون الإيراني الصهيوني

الجزء الثالث

الوثائق تتكلّم

في هذا الجزء خيّرنا أن نفسح المجال للوثائق لكي تتكلّم وهي وثائق منشورة بالإنترنت وتتمثّل في رسائل متبادلة بين وزارة الدفاع الإيرانية وأحد كوادر الجيش الصهيوني المدعو يعقوب نمرودي وللإطلاع على الوثائق بلغتها الأصلية إليكم الرابط التالي: www.khomainy.com

فمن هو إذن العقيد يعقوب نمرودي؟ وما هو الدور الذي لعبه في صفقات الأسلحة المتتالية مع إيران خلال الحرب العراقية الإيرانية (القادسية الثانية)؟

قصة العـقيد نمرودي ودوره في بيع الأسلحة لإيران

العقيد يعقوب نمرودي ضابط متقاعد في الجيش "الاسرائيلي" ولد في القدس من عائلة يهودية عراقية الأصل وهو صديق شخصي لكل من رئيس جمهورية "اسرائيل" السابق اسحق نافون ووزير الدفاع آرييل شارون.

شارك في حرب 1967 تحت قيادة شارون ثم أصبح بعد الحرب مكلفاً بمهمات سرية ومعنى ذلك كما هو متعارف عليه في "اسرائيل" أنه أصبح مرتبطاً بـطالموساد" أي المخابرات "الاسرائيلية".

في عام 1975 عين ملحقا عسكريا في المكتب "الاسرائيلي" بطهران واستمر في منصبه ذاك يشرف على تنظيم العلاقات ما بين إيران و"اسرائيل" حتى سقوط الشاه خلال تلك الفترة كان يشرف على مبيعات الأسلحة "الاسرائيلية" لإيران وعلى مختلف أوجه التعاون العسكري والأمني بين البلدين وقد أتاح له موقعه ذاك أن يبني علاقات خاصة بضباط الجيش الإيراني وقياداته الرئيسية، وبعد سقوط الشاه وانتصار الثورة الإيرانية انتقل نشاطه ما بين "اسرائيل" ولندن وافتتح مكتبا للتنسيق مع النظام الإيراني الجديد.

وكان نمرودي قد سبق له أن أسس شركة تحت اسم شركة التجهيزات الدولية لإزالة الملح .. وأقام ما يزيد على 50 محطة لإزالة الملح في إيران كما أشرفت شركته على جانب كبير من تجهيزات جزيرة (خرج) وقد استخدم هذه الشركة بعد الثورة لتغطية نشاطه السري مع النظام الايراني.

مركز شركة نمرودي الرئيسي هو تل أبيب كما هو واضح من الوثائق المتبادلة

ويعتبر الدور الذي لعبه نمرودي أكثر أهمية من دور آل فريدل بحكم مركزة في الجيش "الاسرائيلي" وعلاقاته الوثيقة بمصادر القرار والسلطة في "اسرائيل".

من الوثائق يتضح أن نمرودي قد وقع مع العقيد كوشاك دهغان نائب وزير الدفاع الإيراني لشئون التجهيزات على صفقة أسلحة بالغة الأهمية في حجمها ونوعها، تضمنت هذه الصفقة:

- 50 صاروخ أرض - أرض.. من نوع (لانس أم جي أم / 52) وهو صاروخ متطور جدا مداه من 5 – 110 كلم ويستطيع أن يحمل قنبلة عنقودية وزنها حوالي طن ونصف تستطيع شظاياها أن تخرق دبابة في مدار كلم كامل وهو صاروخ خطير ضد المدرعات وتجمعات المشاة.

- 40 وحدة مدفعية من عيار 155 ملم ومن نوع (تامبيلا).

- 2730 قنبلة من عيار 155 ملم ومن نوع (كوبيرهيد) وهي قنابل متطورة جدا ومزودة بنظام توجيه بواسطة أشعة الليزر مداه  25 كلم ودقة إصابته تناهز الـ 100 %.

- 4640 قنبلة من عيار 155 ملم ومن نوع (هيراب) وهي قنابل متفجرة جدا.

- 68 صاروخ أرض – جو من نوع (هوك أم أي أم / 23).. المعتبر حاليا أفضل وأدق صاروخ مضاد للطائرات في العالم ويصل مداه إلى 35 كلم.

تبلغ قيمة هذه الصفقة 135 مليون دولار أمريكي أي أنها تشكل لوحدها نسبة 7 بالمئة من مجمل الصادرات العسكرية "الاسرائيلية" في عام 1918 – إذ بلغت قيمة هذه الصادرات حسب إحصاءات وزارة الدفاع "الاسرائيلية" 2 مليار دولار أمريكي.

وإذا أجرينا مطابقة بين تاريخ استلام إيران لأسلحة هذه الصفقة والتطورات العسكرية التي شهدتها الجبهة الإيرانية العراقية نلاحظ ما يلي:

ما أن وصلت هذه الأسلحة حتى قامت إيران ابتداء من 22/3/1982م – بشن هجوم واسع سمي (فتح) تمكنت على إثره في 30/4/1982 – من استرجاع مدينة خورمشهر مما فاجأ جميع المراقبين العسكريين يومها ولا شك في أن الأسلحة التي وصلت من "اسرائيل" قد لعبت الدور الأساسي في قلب ميزان القوى لصالح إيران في تلك المرحلة فلقد تمكن الجيش الإيراني بواسطة صواريخ (هوك) من تدمير 33 طائرة عراقية حسب المصادر الغربية خلال الهجوم الذي أسمته إيران (فتح).

رسائل متبادلة بين إيران وعقيد الجيش "الاسرائيلي" يعقوب نمردوي:

رسائل متعلقة بالصفقة بين إيران والعقيد "الاسرائيلي" يعقوب نمرودي هذه الرسائل الواردة هنا بلغتها الأصلية ثم بترجمتها العربية تشكل مجموعة متكاملة وفائقة الأهمية لأنها تؤكد وبشكل قاطع ثلاثة أمور:

1 - وجود علاقة عسكرية رسمية بين إيران و"اسرائيل".

2 - هذه العلاقة ليست هامشية بل هي خاضعة لإشراف ومتابعة أعلى السلطات الرسمية الإيرانية.

3 - الأسلحة "الاسرائيلية" هي ذات أهمية حيوية بالنسبة لإيران ومن دونها لا ستطيع الاستمرار في الحرب.

الرسالة الأولى

سري جداً

شركة التجهيزات الدولية لإزالة الملح

نائب وزير الدفاع الوطني للشؤون اللوجستيكية

وزارة الدفاع الوطني للشؤون اللوجستيكية

جمهورية إيران الإسلامية

طهران/ إيران

الرقم: 672/5/81

في 12 تشرين الأول - أكتوبر - 1980م

السيد العزيز/

نلفت نظركم إلى الرسالة الأخيرة التي بعثنا بها إليكم في 24 أيلول - سبتمبر - 1980م والتي تطرقنا فيها إلى مشاكل التحميل والنقل التي تواجهنا والتي تؤدي إلى إطالة المهلة اللازمة لانجاز هذه الصفقة، أثناء حوارنا معكم ومع السيد نواصرتينيا في 19 آب - أغسطس - ذكرنا لكم أن هذا الجانب من العملية يمكن أن تواجهه عقبات قد لا نتوصل إلى تذليلها، إن قوانين المنظمة الدولية الاستشارية للملاحة البحرية لا تسمح بشحن المعدات بشكل علني من روتردام / انتوارب، ولأسباب بديهية لا نستطيع ذلك كذلك شحن هذه المعدات من زيبروغ لأننا سنخضع هناك لتفتيش كامل للحمولة.

هذه المشكلة حلت الآن لكن سيرتب علينا تكاليف إضافية نطلب منكم المساهمة فيها.

في مرحلة أولى سيتم تحميل المعدات الواردة في الفاتورة الشكلية الرقم 470/18، معبأة في صناديق متشابهة ثم يتم الحصول على أذون الجمارك على أساس أنها منتجات معدنية، لكن لتأمين نجاح هذه العملية اشترط أصدقاؤنا في روتردام / انتوراب أن تصل الصناديق إلى رصيف التحميل في اليوم نفسه الذي ستصل فيه الباخرة الآتية من قبلكم وأن يتم التحميل فوراً ولقد اضطررنا لتأكيد ذلك لهم لذا من الحيوي الحرص على وصول المعدات والباخرة سوية.

كذلك على إحاطتكم علماً بأننا اضطررنا عند وضع المعدات في الصناديق إلى تفكيكها بدرجة أكثر تفصيلاً مما كان متفقا عليه في البداية هذا الأمر فرضه علينا حجم الهيكل ولن يسبب مشاكل كبرى عند الوصول.

إننا نرغب بعقد لقاء آخر في أقرب وقت ممكن للتباحث في هذه الأمور.

مع الشكر وجزيل الاحترام..

بإخلاص / يعقوب نمردوي

الرسالة الثانية

جمهورية إيران الإسلامية

وزارة الدفاع الوطني

الرقم: 312 /م/دو

التاريخ 29/7/1360 (تشرين الأول - أكتوبر - 1980م)

جانب معالي رئيس الوزراء

وفق معلومات مستقاة من مصادر موثوقة ومعلومات قدمتها الأجهزة الحليفة يدرس النظام العراقي حالياً وقف لإطلاق النار في شهر محرم، ومن المرجح جداً أنه سيقدم اقتراحاً قريباً بهذا الصدد.

واقتضى إعلامكم بذلك.. في انتظار تعليماتكم

مع الاحترام

الرسالة الثالثة

النائب عن وزير الدفاع

مستعجل جداً

سري جداً

جمهورية إيران الإسلامية

رئيس الوزراء

الرقم 1105 / م / دم ز

التاريخ: 30/7/1360 (تشرين الأول – أكتوبر – 1981م)

جانب وزارة الدفاع الوطني

عطفاً على الرسالة رقم 312/م/دو، المؤرخة في 29/7/1360 (تشرين الأول – أكتوبر – 1980م)، من الضروري إرسال تقرير كامل حول الموضوع مع الاقتراحات اللازمة لطرحها في الاجتماع الذي سيعقده المجلس الأعلى للدفاع الوطني في 3/8 /1360 (تشرين الأول – أكتوبر – 1981م)

رئيس الوزراء

مستعجل جدا

الرسالة الرابعة

جمهورية ايران الاسلامية

وزارة الدفاع الوطني

الرقم: 312 / م / دو

التاريخ: 2/8/1360 (تشرين الأول – أكتوبر – 1981م)

ملحوظة: وثيقة ربطاً

جانب المجلس الأعلى للدفاع الوطني

تجدون ربطاً، الرسالة رقم 672 /5/80، المؤرخة في 12 تشرين الأول - أكتوبر - 1981م، والواردة من شركة العقيد نمرودي مصحوبة بترجمتها وفق معلومات مستقاة من مصادر موثوقة ومعلومات قدمتها الأجهزة الحليفة يدرس النظام العراقي حاليا وقفا لإطلاق النار في شهر محرم ومن المرجح أنه سيقدم قريباً اقتراحاً بهذا الصدد.

انطلاقا من مضمون رسالة شركة العقيد نمرودي، ومن نتائج الدراسات اللوجستيكية تعتقد الوزارة أنه من الضروري التعامل مع مثل هذا الاقتراح العراقي بايجابية وذلك للحصول على المزيد من الوقت.

النائب عن وزير الدفاع

مستعجل جدا

سري جدا

الرسالة الخامسة

جمهورية إيران الإسلامية

وزارة الدفاع الوطني

الرقم: 327 / م / دو

التاريخ: 17/8/1360 (تشرين الثاني – نوفمبر – 1980م)

جانب معالي رئيس الوزراء

عطفا على ما نقلته شفهياً إلى معاليكم أعتقد أنه من الضروري مرة أخرى إعادة طرح مختلف الجوانب التي جرت مناقشتها في الاجتماع الذي عقده المجلس الأعلى للدفاع الوطني في 3/8/1360 (تشرين الأول – أكتوبر – 1981م) وذلك بسبب أهمية الموضوع، نظراً للمشاكل السياسية الراهنة ولصعوبة وضع البلاد الاقتصادي وضعفه وهو يستحق اهتماما أكبر أعتقد أنه من الحيوي اتخاذ قرار حول إمكانيات القبول بوقف إطلاق النار مع النظام العراقي التي عرضت بالتفصيل على سيادة "حجة الإسلام والمسلمين" السيد هاشمي رفسنجاني لقد سبق لنا وعرضنا الأسباب المختلفة لذلك لكن السبب الأساسي مازال هو الوقت لأنه في الوضعية الحالية للأمور يجب قبل أي شيء آخر الحصول على المزيد من الوقت.

حالياً يجري تنفيذ المراحل الأخيرة من صفقة العقيد نمرودي بموجب برنامج رئاسة الأركان الميدانية، والحسابات العديدة التي جرت حوله، ويمكن لهذه المراحل أن تكون حاسمة، إن المجلس الأعلى للدفاع الوطني مدرك لكون المرحلة الهجومية التي ستجري في ربيع 1361 (1982م) هي الفرصة الأخيرة لإنهاء هذه الحرب المفروضة علينا ولتحقيق نصر جيش الإسلام وبالتالي لا يجب ترك أي تفصيل من دون دراسة لذا هناك حاجة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ولو مشروط، إن تحضير المعدات المتفق عليها في صفقة نمرودي دخل في مرحلته الأخيرة وحسب بعض المعلومات ستترك هذه المعدات البلد القادمة منه الأسبوع الثاني من شهر اصفاند (آذار – مارس – 1982م) في اتجاه المرافئ الأوربية لكي يتم شحنها على متن باخرة شركة الملاحة التابعة لجمهورية إيران الإسلامية، خلال الوقت الذي مضى تم بذل كل ما هو ممكن لشحن هذه المعدات مباشرة إلى إيران لكن بسبب الوضعية الخاصة للبلد المعني استحال تنفيذ ذلك أحد الأسباب هو نقل صواريخ (لانس) التي لا يمكن شحنها إلى إيران إلا انطلاقاً من أوروبا أما باقي العملية فمرتبط بالتغيير الذي حدث في برنامج النقل وفق البرمجة الحالية ستصل المعدات إلى بندر عباس في أواسط شهر فافاردين 1361 (مطلع نيسان – ابريل – 1982م) وستكون جاهزة كلياً على الجبهات في بداية شهر اورديبهشتي (أواخر نيسان – ابريل 1982م) أو على أبعد تقدير في أواسطه (مطلع أيار – مايو – 1982م).

انطلاقا من هذه العناصر أرجو في حال وافقتم على ذلك إعادة طرح هذا الموضوع مجدداً في إحدى اجتماعات المجلس الإعلى للدفاع الوطني.

النائب عن وزير الدفاع الوطني

سري جدا

مستعجل جدا

قصّة التعاون الإيراني الصهيوني

الجزء الرابع

وثائق وتقارير

لا شكّ في أن فضول وتعجّب وتساؤل القراء قد زال باستعراض الرسائل الخطيرة المتبادلة بين النظام الإيراني والعقيد في جيش الدفاع الصهيوني يعقوب نمرودي، ولا شكّ كذلك في أن البعض مازال يصعب عليه قبول مجرّد فكرة التعاون بين إيران وكيان الغصب الصهيوني مما دفعنا إلى تقديم مزيد من الوثائق والأدلّة والبراهين عن حجم ذلك التعاون.

وفي هذا الإطار كان لا بدّ من استعراض بعض التقارير الصادرة عن الولايات المتحدة الأمريكية بمناسبة الكشف عن وثائق وتفاصيل التعاون المذكور كما سعينا الى تعزيز التقارير السابقة الذكر بمقتطفات من مذكرات مجرم الحرب آرييل شارون إضافة الى كتاب الحياة السرية لرؤساء أمريكا لعلّ الشكوك تزول نهائيا والى الأبد من ذهن أولائك الذين أعمتهم الدعاية الإيرانية فجعلتهم صمّ بكم عمي فهم لا يبصرون.

- 1 -

الكشف عن تقرير سري يفضح علاقة إيران "بإسرائيل"

في 21 تشرين الأول من العام 1992، قام رئيس لجنة التحقيق السابق بقضية (إيران-كونترا) العضو الجمهوري "لي هاملتون" بتوجيه رسالة إلى لجنة الأمن القومي في مجلس النواب الروسي الدوما، يطلب فيها المساعدة للحصول على معلومات بشأن هذه القضية، فردّت اللجنة الروسية ببرقية إلى السفارة الأمريكية في موسكو في 11 كانون ثاني 1993 تزودها بما لديها من معلومات حول هذا الموضوع بعد مرور 13 سنة على وقوعه.

قامت السفارة الأمريكية بدورها بنقل هذه الرسالة وترجمتها وإرسالها إلى الولايات المتحدة، لكن الدوائر المعنية هناك لم تقم بالكشف عن محتوى التقرير الذي جاء مخالفا لما ذهبت إليه لجنة التحقيق، حيث أكد التقرير الروسي، أن حملة ريجان - بوش الأب لانتخابات الرئاسة الأمريكية أجرت خلال صيف وخريف 1980 مفاوضات سرية مع الحكومة الإسلامية في إيران التي كانت تحتجز 52 دبلوماسيا أمريكيا كرهائن، ما أدى آنذاك إلى إضعاف موقف الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، ومهد الطريق للفوز التاريخي الذي حققه رونالد ريجان، وتم الإفراج عن الرهائن بعد أن أصبح ريجان رئيساً للولايات المتحدة مباشرة.

التقرير السري المترجم هذا، تم الكشف عنه مؤخرا، وجاء فيه ما يلي:

إلى رئيس مجموعة العمل التابعة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب في الكونجرس الأمريكي، "لي هاملتون":

تحية وبعد

بعد الاعتذار عن طول فترة إعداد الرد على طلبكم، أرسل لكم المادة التي بحوزتنا، والتي نأمل أن تساعدكم في عملكم، "سكرتير اللجنة كوزنيتسوف".

عند تقديم أسلحة أمريكية لإيران وفقا للمعلومات المتوافرة، اجتمع رئيس حملة رونالد ريجان الانتخابية، ويليام كاسي، ثلاث مرات في عام1980 مع ممثلين للقيادة الإيرانية، سيما مع تاجري السلاح جمشيد وكوروش هاشمي، وقد جرت اللقاءات في مدريد وباريس، وشارك في اجتماع باريس في تشرين الأول 1980، آر جيتس، الذي كان آنذاك موظفا بمجلس الأمن القومي خلال عهد الرئيس جيمي كارتر ومدير وكالة "سي آي ايه" السابق جورج بوش الأب.

وخلال اجتماعات مدريد وباريس، بحث ممثلو رونالد ريجان والقيادة الإيرانية موضوع احتمال تأخير الإفراج عن 52 رهينة من موظفي السفارة الأمريكية في طهران، احتجزهم "الطلاب" الإيرانيون وأفراد "قوات الدفاع عن الثورة الإسلامية" في 4 تشرين الثاني 1979 إلى ما بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية التي جرت في تشرين الثاني 1980.

وفي مقابل هذا، وعد المندوبون الأمريكيون بتزويد إيران بالأسلحة، وقد أكد هذا الاتفاق تحديدا عميل الاستخبارات "الإسرائيلية" السابق أري بن - ميناش، وهو يهودي مولود في إيران، وتم اعتقاله عام 1989 في الولايات المتحدة بتهمة تزويد إيران بالسلاح، (حيث اعتقل في كاليفورنيا بتهم تتعلق بتصدير طائرات مهربة، من طراز "سي - 13" من الولايات المتحدة إلى إيران) وقضى في السجن 11 شهراً ثم تم الإفراج عنه، وطبقا لحساباته، بلغت القيمة الإجمالية للأسلحة التي تم تسليمها على نحو غير مشروع إلى إيران 82 مليار دولار.

وقد وردت معلومات عن محاولات فريق رونالد ريجان لتعطيل الإفراج عن الرهائن الأمريكيين المحتجزين في طهران مؤقتاً، في تصريحات رسمية أدلى بها عدد من المسئولين الإيرانيين من بينهم وزير الخارجية الإيراني آنذاك قطب زاده في أيلول 1980.

وكشروط للإفراج عن الرهائن الأمريكيين، طالبت إيران في ذلك الوقت الإفراج عن الحسابات الإيرانية المجمدة في الولايات المتحدة، وإعادة أموال الشاه وعائلته إلى إيران ورفع الحصار الاقتصادي، وإنهاء الحصار المفروض على تزويد إيران بقطع غيار الأسلحة الأمريكية المشتراة سابقاً.

ومن جهة ثانية، ظهرت أيضا أدلة على أن مفاوضات جرت أيضا في عام 1980 بين ممثلين لإدارة كارتر والقيادة الإيرانية، تم خلالها بحث موضوع تزويد إيران سراً بالأسلحة وقطع الغيار الأمريكية، وإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين، والإفراج عن الحسابات المصرفية الإيرانية المجمدة في الولايات المتحدة.

وهكذا، وفي تموز 1980 وفي مدينة أثينا، التقى وفد من الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضم نائب وزير الدفاع فاريفارا والجنرال فاروه-زاده والكولونيل فيسي وممثل وزير الخارجية اتمينانا مع مندوبين من وزارة الدفاع الأمريكية، وتم التوصل لاتفاق من حيث المبدأ حول توريد أسلحة، وقطع غيار للأسلحة الأمريكية الموجودة بحوزة إيران.

وفي تموز 1980 بحث ممثلو واشنطن وطهران في أثينا تطبيع العلاقات الإيرانية الأمريكية خطوة خطوة، وتقديم الدعم للرئيس كارتر في الحملة الانتخابية عبر الإفراج عن الرهائن الأمريكيين.

وتماشياً مع اتفاق أثينا، تم في تشرين الأول 1980 إرسال كمية ضخمة من قطع الغيار الخاصة بطائرات (أف-4) و(أف-5) ودبابات (أم-6) إلى إيران عن طريق تركيا، وكما فعل الجمهوريون، بدأ الديمقراطيون يتفطنون إلى أن الإمام الخميني، وبعد أن أعلن سياسة "لا للغرب ولا للشرق" ولعن "الشيطان الأمريكي" والامبريالية والصهيونية، اضطر للحصول على الأسلحة وقطع الغيار والإمدادات الأمريكية بجميع الوسائل الممكنة.

ولاحظ الخبراء العسكريون أن الحكومة الإيرانية كانت تواجه، بعد اندلاع الثورة الإسلامية عجزاً حاداً في الأسلحة وقطع الغيار والإمدادات العسكرية التي تستطيع بوساطتها أن تحد من انتفاضة الأكراد الإيرانيين، وتخوض الحرب مع العراق التي بدأت في أيلول 1980، وكان الجيش الإيراني في تلك الفترة يعتمد بشكل أساسي على الأسلحة الغربية - سيما الأمريكية والبريطانية - وكانت جميع طائرات سلاح الجو الإيراني أمريكية.

واتضحت الحاجة الإيرانية الملحة لإمدادات الأسلحة والعتاد العسكرية أيضاً من حقيقة أنه - وبعد قيام الثورة الإسلامية في إيران - تم إلغاء طلبات ضخمة لأسلحة، كان من المقرر تسليمها إلى إيران بلغت قيمتها الإجمالية حوالي 10،5 مليار دولار.

وطبقاً لتقييم مصادر في الدوائر العسكرية، مكنت إمدادات قطع الغيار والعتاد العسكري من الولايات المتحدة عبر "إسرائيل" ابتداء من 1980، لسلاح الجو الإيراني بتنفيذ نشاطات قتالية.

وبعد فوز ريجان في انتخابات الرئاسة، تم التوصل في مطلع عام 1981 لاتفاق في لندن، أفرجت إيران بموجبه عن الرهائن الأمريكيين، واستمرت الولايات المتحدة في تزويد الجيش الإيراني بالسلاح وقطع الغيار والعتاد، وتولى تنظيم شحنات الأسلحة الكولونيل دومكان من الأركان العامة الإيرانية والكولونيل ياكوس مارفيدي من جهاز "الموساد" "الإسرائيلي"، علماً بأن الأخير لعب دوره كمالك لشركة خاصة تشتري السلاح الأمريكي في السوق السوداء.

وفي آذار - نيسان 1981، نقلت الطائرات من "إسرائيل" إلى إيران قطع غيار طائرات "اف-14" المقاتلة ومعدات عسكرية أخرى. وعبر "إسرائيل"، اشترت إيران في عام 1983 صواريخ أرض-أرض من طراز "لاتس"، علاوة على مدفعية بقيمة إجمالية بلغت 135 مليون دولار.

وفي تموز 1983 توجهت مجموعة من الخبراء التابعين لشركة "لوكهيد" إلى إيران بجوازات سفر إنجليزية لتصليح أجهزة الملاحة وأجزاء إلكترونية أخرى في الطائرات العسكرية الأمريكية.

وشهد عام 1985 تدفق كميات هائلة من إمدادات الأسلحة من الولايات المتحدة إلى إيران عبر "إسرائيل". وتم إرسال الأسلحة بالطائرات والسفن، وباع الأمريكيون لإيران 200 نظام صواريخ مضادة للطائرات من طراز (هوك) و2000 صاروخ مضاد للدبابات من طراز "تاو". وطبقاً لمعلومات لاحقة، فإن صواريخ (تاو) و(هوك) سمحت للجيش الإيراني بمواجهة تفوق وحدات الدبابات وسلاح الجو العراقي.

- 2 -

وثائق أرشيف الأمن القومي الأمريكي

جديد فضيحة ايران-كونترا "ايران-جيت"

أفرج أرشيف الأمن القومي الأمريكي في 10-11-2006 عن وثائق جديدة تتعلّق بفضيحة "ايران-جيت" والتي تعرف أيضا باسم "إيران-كونترا" أو فضيحة بيع "اسرائيل" أسلحة عسكرية للنظام الإسلامي الأيراني بقيادة آية الله الخميني و بموافقة أمريكية في حربه ضدّ العراق.

وتضم هذه الوثائق الجديد المفرج عنها ما يلي:

أولا: مقتطف من التقرير النهائي للمجلس المستقل للتحقيق في قضية "ايران-كونترا"، الجزء الأول، التحقيقات و المحاكمات، 4 آب 1993.

ثانيا: مقتطف من التقرير النهائي للمجلس المستقل للتحقيق في قضية "ايران-كونترا"، الجزء الثالث، التعليقات والوثائق المقدّمة من قبل المتّهمين و وكلائهم ردّا على الجزء الأول من التقرير النهائي، 3 كانون أول 1993.

ثالثا: جلسات الاستماع امام لجنة المخابرات المختارة التابعة لمجلس الشيوخ، القسم الأول، 16-17-19 وأيضا 20 أيلول 1991. (الجزء الأول، والجزء الثاني).

رابعا: جلسات الاستماع امام لجنة المخابرات المختارة التابعة لمجلس الشيوخ، القسم الثاني، في 24 أيلول و1-2 تشرين أول 1991. (الجزء الأول والجزء الثاني).

خامسا: جلسات الاستماع أمام لجنة المخابرات المختارة التابعة لمجلس الشيوخ، القسم الثالث، في 3-4 و 18 تشرين أول 1991.

- 3 -

مقتطفات من مذكرات المجرم آرييل شارون

يقول المجرم آرييل شارون قائد مجازر صبرا وشتيلا: (توسعنا في كلامنا عن علاقات المسيحيين بسائر الطوائف الأخرى، لاسيّما الشيعة والدروز، شخصياً طلبت منهم توثيق الروابط مع هاتين الأقليتين، حتى أنني اقترحت إعطاء قسم من الأسلحة التي منحتها "إسرائيل" ولو كبادرة رمزية إلى الشيعة الذين يعانون هم أيضاً مشاكل خطيرة مع منظمة التحرير الفلسطينية، ومن دون الدخول في أي تفاصيل، لم أرَ يوماً في الشيعة أعداء "إسرائيل" على المدى البعيد)!! (مذكرات أرييل شارون ص : 583-584 الطبعة الأولى سنة 1412 هـ / 1992م.) ترجمة أنطوان عبيد / مكتبة بيـسان لبنان – بيروت.

- 4 -

كتب الحياة السرية لرؤساء أمريكا!‏

تأليف: كورماك اوبراين - ومونيكا سوتيسكي

تشعبت التحقيقات في فضيحة "ايران – كونتراجيت"، وحاول الرئيس التستر على انحرافات رجاله المقربين خصوصا الكولونيل اوليفر تورث والأدميرال جون بويند اكستر مستشار الرئيس للامن القومي، وقد استدعت لجنة تاور المسئولة عن التحقيق نانسي زوجة الرئيس رونالد ريجان، واستفسر منها المحققون عن الاجتماعات السرية التي شارك فيها تورث ويونيدا اكستر مع الرئيس وبحضور وليم كيسي مدير وكالة الاستخبارات المركزية ونفت السيدة نانسي مشاركة تيسي او نورث في مثل هذه الاجتماعات.

ولكن أكدت وثائق الوكالة مشاركتهما حتى موعد مبكر من عام 1986 وأدرك المحققون أن السيدة الأولي تكذب، ومع ذلك قرروا عدم مواجهتها بتلك الأكاذيب في تلك المرحلة من التحقيق، وزعمت نانسي ريجان أن كل المخالفات التي ارتكبها يويند اكستر تمت بدون علم زوجها الرئيس، إلا أن شهادة يويند اكستر أمام لجنة تادر كشفت عن الأكاذيب الفاضحة التي تورطت فيها زوجة الرئيس، فقد قال يونيدا اكستر أن كل التصرفات الملتوية كانت بناء على الأوامر المباشرة من ريجان، بل أن ريجان لم يعترض قط على مبادلة الرهائن الأمريكيين في لبنان بالأسلحة وقطع الغيار التي تم تصديرها لإيران، وهي الجهة التي كانت الإدارة الأمريكية تتهمها بمساندة الخاطفين، وبالطبع أحاط هوارد بيكر رئيس هيئة العاملين بالبيت الأبيض بهذه المعلومات، وقرر مواجهة الرئيس بالحقائق، وتوجه بيكر إلى جناح الرئيس الذي لم يغضب لدى علمه بشهادة يونيد اكستر، وإنما استغرق في نوبة صاخبة من الضحك العميق، وخاطب ريجان هوارد بيكر بقوله: لاحظ.. لقد كنت على علم بهذه الأحداث طوال الأشهر السبعة الماضية.

قصّة التعاون الإيراني الصهيوني

الجزء الخامس

حديث الصحافة

في هذا الجزء الخامس والأخير نفسح المجال للغة الصحافة والأخبار الصحفية الواردة من وكالات الأنباء والصحف العربية والعالمية والإسرائيلية بالذات للوقوف عند حقيقة التعاون الإيراني الصهيوني وحجمه وخطورته رغم تبجّح الإيرانيين بمعاداتهم لكيان الغصب الصهيوني من خلال شعار ثبت زيفه : " الموت لإسرائيل".

- 1 -

دبي – "العربية.نت"

قالت تقارير صحافية إسرائيلية إن وزارة المواصلات الإيرانية طلبت شحنة مؤلفة من 15 ألف جهاز إنذار، من صناعة "إسرائيلية"، لحماية السيارات الحكومية من السرقة.

وبحسب صحيفة "يديعوت احرونوت" "الإسرائيلية" فإن إيران طلبت شراء هذه الأجهزة من شركة صينية تسوق منتوجات شركة "سونار" التي يقع مقرها في مدينة رمات هشارون الواقعة شمال تل أبيب في وسط "إسرائيل".

وطبقا للتقرير الذي نشرته صحيفة "البيان" الإماراتية الثلاثاء 11-4-2006 فإن الصفقة تمت بين الحكومة الإيرانية والشركة الصينية بعد زيارة مندوب عن وزارة المواصلات الإيرانية في معرض لأجهزة الإنذار في الصين وأعجب بالمنتج "الإسرائيلي".

وحمل المندوب الإيراني 20 جهاز إنذار لدى عودته إلى بلاده، وبعد مرور أسبوعين طلبت الحكومة الإيرانية من الشركة الصينية تزويدها بـ15 ألف جهاز.

وقال مدير عام شركة "سونار" يعقوب سلمان: "لم أصدق" عندما أبلغه المروج الصيني بأن الإيرانيين يريدون شراء أجهزة إنذار من صنع "إسرائيل".

وأكد على أن الصفقة تمت من دون أن تكون هناك اتصالات مباشرة بين مسؤولين إيرانيين والشركة "الإسرائيلية"، وإنما مع ممثل الشركة الإسرائيلية في الصين.

- 2 -

ذكرت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية يوم الأربعاء 6/12/2006 نقلا عن صحيفة "هأرتس" "الاسرائلية" بأن هناك مفاوضات مستمرة منذ 20 عاما بين إيران و"اسرائيل" حول الديون المليونية التي كان قد منحها الشاه "لاسرائيل".

وطبقا لما جاء في النبأ ان القضية التي تشمل مئات الملايين من الدولارات تعكف المحكمة الأوربية العليا على متابعتها سرا ويتم تقسيم القضية إلى ثلاثة ملفات حيث تم الانتهاء من الملف الأول الذي قبلت عدد من شركات الوقود "الاسرائيلية" بالتزاماتها وذكرت "هأرتس" بأنها نقلت هذا النبأ من مصادر سويسرية و"اسرائيلية" ترفض الكشف عن هويتها.

يذكر بأن التعاون المكثف بين إيران و"اسرائيل" استمر في مختلف المجالات حتى عام 1979أبان انتصار الثورة في إيران حيث تم قطع العلاقات بين البلدين.

وأضافت الصحيفة "الاسرائيلية" بأنه كان قد أنشأ الجانبين شركة وقود مشتركة باسم Trans Asiatic Oil عمل في مجال تصدير النفط إلى "اسرائيل".

تجدر الإشارة بأنه بالرغم من قطع العلاقات بين البلدين لقدتم تزويد إيران بأسلحة "اسرائيلية" أبان الحرب العراقية الإيرانية والتي كشفت فضيحة "ايران جيت" خبايا التعاون العسكري بين الجانبين كما أفرج أرشيف الأمن القومي الأمريكي في 10-11-2006 عن وثائق جديدة تتعلّق بهذه الفضيحة التي تعرف باسم "ايران-كونترا" أيضا.

- 3 -

"إسرائيل" تبيع السلاح الذي صادرته من الفلسطينيين في لبنان إلى إيران!!!

لم يقف التعاون العسكري "الاسرائيلي" الإيراني عند حد بل وصل إلى ما يشبه الجنون حين أقدمت إيران على شراء السلاح الفلسطيني المصادر في جنوبي لبنان من المقاومة الفلسطينية ودفعت قيمته مالا ونفطا فقد ذكرت مجلة "ميدل ايست" الشهرية البريطانية في عدد تشرين الثاني - نوفمبر عام 1982م أن مباحثات تجري مابين إيران و"اسرائيل" تقضي بتوريد نفط إيراني إلى "اسرائيل" بأسعار مخفضة في مقابل أن تمد "اسرائيل" إيران بأسلحة فلسطينية صادرتها في لبنان.

وقد تعددت الإشارات إلى هذا الموضوع - أي بيع السلاح الفلسطيني المصادر لإيران - من أكثر من مصدر وقد تأكدت منظمة التحرير الفلسطينية من هذا الأمر وبشكل قاطع وكان ذلك واحدا من الأسباب التي أدت إلى توتر علاقاتها بنظام الخميني.

من تلك المصادر أشارت إلى هذا مجلة (أكتوبر) الأسبوعية المصرية وهي المجلة التي دافعت دوما عن "كامب ديفيد" فقد ذكرت في أحد أعدادها - آب - أغسطس - 1982 - أن المعلومات المتوفرة تفيد أن إيران قد عقدت صفقة مع "اسرائيل" لشراء الأسلحة الفلسطينية التي صادرتها القوات "الاسرائيلية" خلال اجتياحها لبنان صيف 1982م وأن قيمة هذه الصفقة الأولى بلغت مئة مليون دولار.

على أن هذه الصفقة لم تكن لتشكل حجما كبيرا أو تبديلا في ميزان القوة الإيراني بسبب أن الجيش الإيراني مجهز ومسلح بنسبة تزيد على 85 بالمئة بأسلحة ومعدات أمريكية الصنع، ولذلك فإن صفقة السلاح الفلسطيني تشكل في حساب النتائج ادانتين للنظام الإيراني من زاويتي التعاون مع "اسرائيل" وشراء سلاح منظمة التحرير الذي ادخرته المنظمة لمقاتلة "اسرائيل" فإذا هو يتحول في يد النظام الإيراني إلى أداة لمقاتلة العرب وقتل المسلمين.

أن "إسرائيل" ببساطة هي المصدر الرئيسي والأكبر لتسليح إيران منذ عام 1980م إلى اليوم، وقد قدرت على سبيل المثال "وكالة الأنباء السويدية" الرسمية في 18 آذار - مارس - 1984م حجم مبيعات الأسلحة من "اسرائيل" لإيران عام 1983م بـ أربعة ملايين دور، وقد يبدو ذلك طبيعيا وبدهيا فبسبب الحظر الأمريكي الرسمي والظاهري على تصدير الأسلحة لإيران، فإن "اسرائيل" وحدها تظل المصدر الوحيد القادر على تأمين استمرارية الجيش الإيراني لأنها الدولة الوحيدة التي تملك الأسلحة والمعدات نفسها وبكميات تسمح لها بعقد صفقات ضخمة مع إيران.

- 4 -

وهذا خبر نشر بموقع مفكرة الإسلام

www.islammemo.com

جاء فيه:

"قالت إذاعة "إسرائيل" أن مئات من المواطنين الإيرانيين يصلون إلى البلاد سنويا بشكل سري وبموافقة الجهات "الإسرائيلية" المختصة".

وأضافت "أن السلطات الإيرانية تغمض عينها عن هذه النشاطات، و"أن إسرائيل قامت بإرسال بعثة إنسانية إلى إيران لمساعدة منكوبي الزلزال الذي ضرب البلاد مؤخرا"، وقالت "أن الأردن أصبح القناة التي يتم عبرها التبادل التجاري بين "إسرائيل" وإيران".

وذكرت أن الإيرانيين أبلغوا رجال الأعمال "الإسرائيليين" عن طريق وسيط أردني استعدادهم لتصدير بضائع إلى "إسرائيل" ومنها المنسوجات الزراعية ومواد البناء وغيرها كما تستورد إيران من "إسرائيل" منتجات في مجال الطب والتقنية العالية.

كما نقلت الإذاعة عن أحد أعضاء الممثلية الإيرانية لدى الأمم المتحدة "أن العلاقات التجارية بين طهران وتل أبيب يمكنها أن تدفع بالعلاقات السياسية بين البلدين إلى أفق أكثر واقعية". يذكر أن التعاون الإيراني "الإسرائيلي" قد تم كشف النقاب عنه بعد فضيحة "إيران جيت" حينما زودت أمريكا إيران بقطع غيار للأسلحة عن طريق "إسرائيل".

- 5 -

صرح وزير الخارجية الصهيوني في حكومة نتنياهو (ديفيد ليفي) قائلا: "أن إسرائيل لم تقل في يوم من الأيام أن إيران هي العدو". (جريدة "هارتس" "الاسرائيلية" 1/6/1997)

- 6 -

يقول الصحفي "الاسرائيلي" "اوري شمحوني": "أن إيران دولة إقليمية ولنا الكثير من المصالح الاستراتيجية معها، فإيران تؤثر على مجريات الأحداث وبالتأكيد على ما سيجري في المستقبل، أن التهديد الجاثم على إيران لا يأتيها من ناحيتنا بل من الدول العربية المجاورة! فإسرائيل لم تكن أبدا ولن تكن عدوا لإيران". (صحيفة "معاريف" "الاسرائيلية" 23/9/1997)

- 7 -

أصدرت حكومة نتنياهو أمر يقضي بمنع النشر عن أي تعاون عسكري أو تجاري أو زراعي بين "إسرائيل" وإيران، وجاء هذا المنع لتغطية فضيحة رجل الأعمال اليهودي (ناحوم منبار) المتورط بتصدير مواد كيماوية إلى إيران، والذي تعد هذه الفضيحة خطرا يلحق "بإسرائيل" وعلاقاتها الخارجية، وقد أدانت محكمة تل أبيب رجل الأعمال اليهودي بالتورط في تزويد إيران بـ 50 طنا من المواد الكيماوية لصنع غاز الخردل السام، وقد تقدم المحامي اليهودي (امنون زخروني) بطلب بالتحقيق مع جهات عسكرية واستخباراتية أخرى زودت إيران بكميات كبيرة من الأسلحة أيام حرب الخليج الأولى. (صحيفة "الشرق الأوسط" / العدد 7359)

- 8 -

قامت شركة كبرى تابعه (لموشيه ريجف) الذي يعمل خبير تسليح لدى الجيش "الإسرائيلي" - قامت شركته ما بين (1992-1994) ببيع مواد ومعدات وخبرات فنية إلى إيران، وقد كشف عن هذا التعاون الاستخبارات الأمريكية بصور وثائق تجمع بين موشيه والدكتور ماجد عباس رئيس الصواريخ والأسلحة البيولوجية بوزارة الدفاع الإيرانية." (صحيفة "هأرتس" نقلا عن "الشرق الأوسط" عدد 7170)

- 9 -

نقلت جريد "الحياة" بعددها (13070) نقلا عن كتاب "الموساد" للعميل السابق في جهاز الاستخبارات البريطانية (ريتشارد توملينسون): "وثائق تدين جهاز الموساد لتزويده إيران بمواد كيماوية".

- 10 -

يقول الصحفي "الاسرائيلي" (يوسي مليمان) "في كل الأحوال فأن من غير المحتمل أن تقوم إسرائيل بهجوم على المفاعلات الإيرانية وقد أكد عدد كبير من الخبراء تشكيكهم بأن إيران - بالرغم من حملاتها الكلامية - تعتبر إسرائيل عدوا لها، وأن الشيء الأكثر احتمال هو أن الرؤوس النووية الإيرانية هي موجهة للعرب". نقلا عن ("لوس انجلوس تايمز"، جريدة "الأنباء" العدد 7931)

- 11 -

وذكرت وكالة "رويتر" 1/7/1982 أن القوات الصهيونية لما دخلت بلدة النبطية لم تسمح إلا لحركة "أمل" بالاحتفاظ بمواقعه وكامل أسلحته؟؟ ويقول أحد كبار الزعماء الشيعيين من حركة "أمل" (حيدر الدايخ): "كنا نحمل السلام في وجه إسرائيل ولكن إسرائيل فتحت ذراعيها لنا وأحبت مساعدتنا، لقد ساعدتنا إسرائيل على اقتلاع الإرهاب الفلسطيني - الوهابي - من الجنوب"!! لقاء صحفي مع حيدر أجرته مجلة "الأسبوع العربي" 24/10/1983.

- 12 -

يقول ضابط "إسرائيلي" من المخابرات: "أن العلاقة بين إسرائيل والسكان اللبنانيين الشيعة غير مشروطة بوجود المنطقة الأمنية، ولذلك قامت إسرائيل برعاية العناصر الشيعية وخلقة معهم نوعا من التفاهم للقضاء على التواجد الفلسطيني والذي هو امتداد للدعم الداخلي لحركتي حماس والجهاد". (صحيفة "معاريف الاسرائيلية" 8/9/1997)

تمّ بعون الله تعالى

كلمات مفتاحية:

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت