<< تصنيف قوات الحرس في قوائم الإرهاب وطردها من المنطقة أمر ضروري للسلام والهدوء في المنطقة
قال لواء الحرس محمد باقري رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة للملالي يوم 22 ابريل 2017 في الذكرى الثامنة والثلاثين من تأسيس قوات الحرس إن الحرس وبحضورها «في سوريا والعراق جعلت نفسها ”درع الأمن“ للشعب الإيراني بل الأمة الاسلامية». مؤكدًا «لو لم تكن قوات الحرس لما كان البلد». وفي ثقافة المتطرفين الحاكمين في إيران المقصود من البلد والشعب الإيراني والأمة الاسلامية ليس إلّا نظام ولاية الفقيه اللاإنساني واللاإيراني. حسن روحاني رئيس جمهورية الملالي هو الآخر أشاد يوم 30 ابريل بجرائم قوات الحرس وقال «العامل الذي يجب أن يلم شمل الناس تحت لواء الاسلام هو قوات الحرس».
قوات الحرس وحسب نظامها الأساسي «مؤسسة تعمل تحت قيادة القائد المعظم» و «هي تابعة لولاية الفقيه سياسيا وعقائديا». (المادتان 1 و 47). وأكدت المقاومة الإيرانية أكثر من مرّة أن قوات الحرس هي الذراع الرئيس لحفظ نظام ولاية الفقيه وهي المؤسسة المحورية لممارسة القهر والقمع العسكري. إن الدينامية والمحرّك الذاتي لقوات الحرس والروح المتحكمة فيها هي تصدير التطرف والإرهاب واثارة الفتن والحروب بالاستناد إلى نظرة ولاية الفقيه الكونية. ولتحقيق هذه البغية فان قوات الحرس قد نفذت مشروع الوصول إلى السلاح النووي بالكامل.
1.قوات الحرس لعبت طيلة 38 عاما مضى أكبر الأدوار في القمع الداخلي منها القمع الدموي لانتفاضتي عامي 1999 و 2009. تحولت استخبارات الحرس إلى منظمة مخيفة تلعب الدور الأكبر في حملات الاعتقال والتعذيب والإعدام واغتيال المعارضين وكذلك في التجسس ضد الأجنحة الداخلية للنظام. انها قد غيّرت تنظيمها في عام 2008 للتصدي للانتفاضات الشعبية وشكلت لكل محافظة قيادة مستقلة قادرة على قمع الانتفاضات العامة، بمساعدة قوات البسيج التي تشارك في القمع بالتنسيق مع قوات الحرس. قوات البسيج اضافة الى كونها وحدات ميليشيات تمارس أعمال التجسس والرقابة عبر شبكاتها في الجامعات والمدارس والدوائر والمعامل والأحياء السكنية لرصد واعتقال المعارضين.
2.قوات الحرس إضافة إلى الحرب الثمان سنوات بين إيران والعراق، قد لعبت الدور الأكبر في تأجيج نيران عدة حروب كبيرة أو مواصلتها في الشرق الأوسط مثل ما حصل في العراق وسوريا واليمن ولبنان. إن أبعاد خسائر ومشردّي هذه الحروب لا يمكن مقارنتها مع أي قوة اجرامية أخرى منذ الحرب العالمية الثانية والفاشية الهتلرية.
-خلفت الحرب الإيرانية العراقية (1988-1980) أكثر من مليون قتيل ومليون جريح ومعاق وعدة ملايين مشرّد وألف مليار دولار خسارة في الطرف الإيراني وحدها.
-في العراق وبعد 2003 وبسبب التدخلات المباشرة لقوات الحرس واليمليشيات العميلة لها، قتل مئات الآلاف وتشرّد عدة ملايين مواطن عراقي.
-وفي سوريا وبعد عام 2011 قتل أكثر من نصف مليون مواطن وتشرّد أكثر من 10 ملايين نسمة.
-في الحرب اليمنية قتل الآلاف من اليمنيين وتشرّد ثلاثة ملايين شخص وفق تقرير للأمم المتحدة.
3.قوات الحرس ومنذ السنوات الأولى، عملت آلة بيد الملالي للتدخل في الدول الأخرى. ولكنها منذ عام1990 وبتأسيس قوة القدس قد وسعت هذه التدخل في كل الجوانب. «نواة الجيش الاسلامي الدولي» هي مصطلح رائج في الأوساط الحكومة يطلقونها على قوة القدس التي هي واحدة من القوات الرسمية للحرس. قوات الحرس إضافة إلى احتلال سافر ومبطن لأربع دول سوريا والعراق واليمن ولبنان، تضطلع في التدخلات الإرهابية والنشاطات المتطرفة على الأقل في 10 دولة أخرى في المنطقة وهي البحرين ومصر وفلسطين والاردن وافغانستان والعربية السعودية وتركيا والامارات والكويت وقطر. أو تقوم بتشكيل خلايا تجسسية إرهابية وتجسسية وإرسال السلاح إلى هذه الدول. ولم يسلم أي بلد في المنطقة من إرهاب الحرس. وهناك جواسيس وعملاء النظام تم اعتقالهم ومحاكمتهم في العديد من هذه الدول.
ولغرض بسط نفوذها في المنطقة لقد أسست قوات الحرس ميليشيات إجرامية بشكل ممنهج. إضافة الى حزب الله اللبناني، كان العراق محط اهتمام خاص للنظام ونظمت عشرات الميليشيات من أمثال بدر وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وحركة النجباء في العراق. كما ان الحشد الشعبي الذي تتألف هيكليته الأساسية من هذه الميليشيات يعطي مظلة حكومية ورسمية وساحة عمل لافتة لهذه المجموعات الإجرامية. الميليشيات العراقية هي تشكل أهم مصدر لتأمين العنصر البشري لقتل الشعب السوري. كما أن مجموعات باسم أنصار الله في اليمن وصابرين في فلسطين وفاطميون الافغانية وزينبيون الباكستانية منهمكون في قتل الشعب السوري أيضا وتعد في عداد المليشيات العميلة لقوات الحرس.
سفارة النظام الإيراني في غالبية الدول العربية والاسلامية خاصة في العراق وسوريا ولبنان وافغانستان تحت سيطرة قوات الحرس وأن المهمة الرئيسة للسفارة هي تنفيذ أجندات قوات الحرس. سفير النظام الإيراني في العراق كان دوما أحد كبار قادة قوات الحرس وفي الوقت الحاضر يتولى هذه المهمة عميد الحرس ايرج مسجدي مساعد قاسم سليماني.
4.قوات الحرس وبموازاة وزارة المخابرات ضالعة في اغتيالات خارج إيران. تفجير مقر قوات المارينز الأمريكية في بيروت وتفجير أبراج الخبر في السعودية من ضمن هذه الأعمال الإرهابية. كما ان قوات الحرس ارتكبت جرائم إرهابية إضافة إلى الشرق الأوسط في عشرات الدول مثل ألمانيا وغينيا والنيجر والسودان وتايلندا وجورجيا والهند وأذربيجان وباكستان وافغانستان حيث تم القبض في كثير من هذه الحالات على الإرهابيين. كما وسعت قوات الحرس الشبكات الإرهابية الى أمريكا اللاتينية أيضا. وتوظف قوات الحرس في أعمالها الإرهابية إضافة الى عناصرها، عناصر مرتزقة من جنسيات غير إيرانية. اغتيال إيراني باسم سعيد كريميان في اسطنبول في 29 ابريل 2017 يشكل آخر إنموذج من الجرائم الإرهابية لهذا النظام في الخارج.
5.لقوات الحرس منذ تسعينات القرن الماضي علاقات نشطة مع تنظيم القاعدة وغيرها من المجموعات السنية المتطرفة. وأخذت هذه العلاقات في الأعوام الأخيرة في سوريا والعراق أبعاد غير مسبوقة. لا شك اليوم أن النظام الإيراني والمالكي رئيس الوزراء العراقي السابق العميل للنظام والطاغية بشار الأسد قد لعبا دورًا حاسمًا في نمو وتوسع داعش. وتم نقل قادة الكثير من التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا بعد سنوات من الاحتضان في إيران خلال العقد الماضي من قبل قوة القدس الى العراق وسوريا. وقال الوزير كيري في 17 نوفمبر 2015 : « بعد ما أطلق الأسد 1500 من السجناء والمالكي أفرج عن 1000 سجين تم تأليف داعش كمجموعة إرهابية لكي تساعد الأسد».
كما تفيد التقارير خلال الأشهر الماضية علاقة نشطة بين قوات الحرس الإيراني مع حركة طالبان في أفغانستان.
6.شكلت قوات الحرس جيش السايبري بتوظيف آلاف من عناصر الحرس والبسيجي حيث ينشطون في التجسس ورصد الانترنت والاتصالات في الفضاء المجازي واعتقلت العديد من الشباب من خلال هذه الرقابة. كما تقوم بعملية الخرق وتخريب شبكات الحواسيب لسائر دول المنطقة وحتى الدول الغربية. كما تقوم دائرة استخبارات الحرس ببث التشويش على برامج الفضائيات وتقوم بازالة صحون الديشات من على أسطح منازل المواطنين.
7.المشاريع النووية للنظام كانت في الأساس تحت سيطرة قوات الحرس. وبدأ مركز الأبحاث لقوات الحرس في عام 1983 نشاطاته للحصول على السلاح النووي ثم توسع نشاطه وأخذ أسماء متعددة للتمويه على نشاطاته حيث انتهت في نهاية المطاف باسم منظمة «سبند» في وزارة الدفاع للنظام. ففي 21 ابريل 2017 كشف مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة عن استمرار نشاطات منظمة سبند بعد الاتفاق النووي.
8.قوات الحرس قامت في عام 1985 بتأسيس وحدة صاروخية وبادرت في عام 1993تصنيع صواريخ بالستية قابلة لحمل الرأس النووي بشكل واسع بادخال التقنية من كوريا الشمالية. وفي عام 1996 ولغرض توسيع صناعة الصواريخ، قامت بتأسيس قوة الجو فضائية في وزارة الدفاع. خبراء كوريا الشمالية على التواصل مع هذه القوة باستمرار ويساعدون النظام في صنع صواريخ بالستية. الصاروخ هو أحد أهم الآليات التي يمتلكها النظام لتصدير الأزمة واثارة الفتن والحروب والتدخل في المنطقة. قوات الحرس إضافة إلى تصدير مختلف أنواع الصواريخ قد أسست معامل لتصنيع الصاروخ في دول المنطقة منها في لبنان وفلسطين واليمن والعراق وفي سوريا. الصواريخ البالستية التي تطلق من اليمن باتجاه العربية السعودية هي من صنع قوات الحرس. وفي 19 ابريل 2017 قال وزير الدفاع الأمريكي إن الصواريخ التي يطلقها الحوثيون باتجاه العربية السعودية يحصلون عليها من إيران.
9.قوات الحرس وبخرقها السافر لقرارات مجلس الأمن الدولي تصدر السلاح بشكل غير شرعي إلى دول المنطقة وهي قامت بإرسال السلاح إلى اليمن على نطاق واسع وفق تقرير الأمين العام للأمم المتحدة السابق بان كي مون في يناير 2017. كما كانت قوات الحرس ترسل وبأبعاد واسعة عبوات ناسفة مصنعة في معاملها للتصنيع العسكري، إلى العراق لاستهداف قوات الائتلاف في العراق.
10.تسيطر قوات الحرس وبدعم خامنئي لها على المفاصل المحورية للاقتصاد في إيران في مختلف المجالات وتحصل سنويا على عشرات المليارات الدولارات خارج سيطرة الجهات الرسمية في البلاد وتشمل هذه الأصعدة، النفط والغاز وتصدير واستيراد السلع وكذلك الخدمات المدنية والزراعية وغيرها. وأسست قوات الحرس شركات متعددة لها وفرضت سيطرتها على أرصفة موانئ البلد لنهب ثروات الشعب الإيراني وتأمين نفقات الحرب والإرهاب لها. ومن المؤسسات الاقتصادية التابعة لقوات الحرس هي مقر خاتم الأنبياء الذي له نحو 150 ألف موظف.
والآن وبعد مضي 38 عامًا من أعمال الجريمة والإرهاب داخل وخارج إيران، آن الآوان لمحاسبة الحرس من قبل الشعب الإيراني وتطبيق العدالة. فأول خطوة ضرورية هي تصنيف الحرس في قوائم الإرهاب للأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ودول المنطقة وفرض عقوبات شاملة عليها. والخطوة الضرورية الأخرى يجب طرد هذا الذراع لنظام ولاية الفقيه المكلف باثارة الحروب وارتكاب الجريمة من جميع دول المنطقة و بشكل خاص من سوريا والعراق واليمن ولبنان. وهذا هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام والهدوء في المنطقة.