الجمعة, 12 يوليو 2024
اخر تحديث للموقع : منذ 3 أشهر
المشرف العام
شريف عبد الحميد

في مقابلة مطولة.. «بن سلمان»: سننقل الحرب إلى إيران... والعلاقات مع مصر «صلبة»

صحافة - | Wed, May 3, 2017 2:54 AM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

نفى ولي ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان»، ما يثار عن وجود خلافات بين بلاده والإمارات في اليمن، وقال إن المملكة لن تنتظر حتى تصبح معركة إيران بالسعودية، وأنها ستعمل «على أن تكون المعركة لديهم في إيران».

جاء هذا في مقابلة مطولة أجراها معه الإعلامي السعودي «داود الشريان»، وبثتها بالتزامن جميع قنوات التليفزيون السعودي الرسمي وقناة «إم بي سي» (خاصة)، مساء الثلاثاء، حسب الخليج الجديد.

وخلال المقابلة، اعتبر «بن سلمان» أن العلاقات المصرية السعودية «صلبة قوية»، متهما إيران بمحاولة إحداث «شرخ بها»، ومؤكداً على أن جزيرتي «تيران» و«صنافير»، اللتين تقعان بالبحر الأحمر «سعوديتان»، ولا توجد مشكلة مع مصر بشأنهما.

العلاقات مع إيران

وعن إمكانية الحوار والتعاون المباشر مع إيران، استبعد «بن سلمان» ذلك.

وقال في هذا الصدد: «كيف يمكن التفاهم مع نظام قائم على أيديولوجيا متطرفة منصوص عليها في دستوره بأن يجب أن يسيطروا على مسلمي العالم الإسلامي ونشر المذهب الجعفري الاثني عشري الخاص بهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي حتى يظهر المهدي المنتظر.. هذا كيف أقنعه وكيف أتفاهم معه؟».

وأردف: «منطق إيران أن المهدي المنتظر سوف يأتي، ويجب أن يُحضّروا البيئة الخصبة لوصوله ويجب أن يسيطروا على العالم الإسلامي».

وتابع: «أين نقاط الالتقاء التي يمكن التفاهم فيها مع هذا النظام؟»، وأجاب: «تكاد تكون غير موجودة».

وبين أنه «تم تجربة هذا النظام أكثر من مرحلة، منها في وقت الرئيس الإيراني الراحل هاشمي رفسنجاني، واتضح أنها تمثيليات».

وقال: «المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، لدغنا مرة والمرة الثانية لن نلدغ».

وتابع: «نعرف أننا هدف رئيسي للنظام الإيراني، الوصول لقبلة المسلمين هدف رئيسي للنظام الإيراني، ولكن لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل سوف نعمل على أن تكون المعركة لديهم في إيران».

الشأن اليمني

وفي الشأن اليمني، قال «بن سلمان»، إن القوات البرية السعودية «تستطيع أن تجتث ميليشيات الحوثي و(الرئيس اليمني السابق علي عبدالله) صالح في أيام قليلة»، إلا أنه بين أنه سيكون هناك ضحايا بالآلاف في صفوف القوات السعودية وبين المدنيين في اليمن.

وأردف: «الوقت لصالحنا والنفس الطويل لصالحنا».

ونفى «بن سلمان» خلال اللقاء وجود خلافات بين بلاده والإمارات بشأن الحرب في اليمن، زاعماً أنها «شائعات».

كما أجرى مقارنة بين «التحالف العربي» في اليمن المكون من 10 دول بقيادة السعودية، والتحالف الدولي لمحاربة «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا المكون من 60 دولة بقيادة أمريكا.

واعتبر أن «التحالف العربي» نجح في فترة زمنية قصيرة في جعل الشرعية اليمنية تسيطر على 85% من الأراضي اليمنية، مقارنة بـ«التحالف الدولي»، الذي قال إنهم «ما صلحوا شيء».

وفي سؤال حول مستقبل الحرب في اليمن، قال «بن سلمان» إن «الحرب في  اليمن لم تكن خياراً بالنسبة للسعودية، كانت أمرا لابد أن نقوم به، وإلا كان سيكون السيناريو الآخر أسوأ بكثير».

وأردف موضحا: «كان هناك انقلاب على الشرعية من قبل ميليشيات إرهابية، وشكلت هذه الميلشيات خطر على الملاحة الدولية، وبدأ النشاط الارهابي ينشط في اليمن استغلالا لعمل هذه الميلشيات».

وبين أنه «لو انتظرنا قليلا سوف يصبح الوضع اكثر تعقيدا وسيصبح الخطر داخل الاراضي السعودية وداخل دول المنطقة وفي المعابر الدولية».

وفي رده على سؤال عن سبب عدم انتقال الحكومة اليمنية من السعودية إلى بلادها طالما أنها تسيطر على غالبية أرض اليمن، قال «بن سلمان»: «دائما السلطة الشرعية تنتقل بين اليمن والسعودية، كانت في عدن فترة طويلة، دائما يتفادون أن يكون الرئيس ونائب الرئيس متواجدون في اليمن ليخفضوا خطر تصفية الشرعية».

وفي رده على سؤال بشأن وجود مقترحات متكررة من «صالح» وما إذا كانت سبيل لعزل الحوثي، قال ولي ولي العهد السعودي: «صالح لديه خلاف كبير جدا مع الحوثي، ونعرف أنه اليوم تحت سيطرة الحوثي وتحت حراسته، لو لم يكن تحت سيطرة الحوثي سوف يكون موقفه مختلف تماما عن موقفه اليوم».

وتابع: «صالح لو خرج من صنعاء إلى أي منطقة أخرى سيكون موقفه مختلف تماما عن موقفه اليوم، اليوم قد يكون مجبرا على كثير من مواقفه».

وفي تعليقه على لقائه مؤخرا مع القبائل اليمنية في الرياض، قال «بن سلمان»: «هناك حماس كبير بين القبائل اليمنية وكلهم يكنون كرها كبيرا جدا لجماعة الحوثي ويرغبون في التخلص منها في أسرع وقت ليتفرغوا لبرامج تنمية البلاد».

وتقود المملكة العربية السعودية منذ 26 مارس/آذار 2015، تحالفاً عربياً في اليمن ضد جماعة الحوثي، لحماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية، وقوات صالح».

العلاقات مع مصر

وعن العلاقات مع مصر، قال «بن سلمان» إن العلاقات المصرية السعودية «صلبة قوية»، متهما جماعة الإخوان المسلمين وإيران بمحاولة إحداث «شرخ بها».

وفي رده على سؤال بشأن حديث الإعلام المصري حول أن العلاقات بين البلدين كادت أن تنقطع، أجاب: «تقصد الإعلام الإخونجي (يقصد التابع للإخوان) المصري؟».

وتابع: «العلاقات المصرية السعودية صلبة قوية، في أعمق جذور العلاقات بين الدول، لا تتأثر بأي شكل من الأشكال (...) ولم يصدر موقف سلبي من الحكومتين تجاه بعضهما البعض، ولم تتأخر مصر عن السعودية ولا لحظة ولن تتأخر السعودية عن مصر أي لحظة، وهذه قناعة راسخة لدى القيادتين والشعبين في البلدين».

واتهم الإخوان وإيران بمحاولة استهداف تلك العلاقة، قائلا: «سوف يحاول أعداء المملكة ومصر خلق الإشاعات بشكل أو بآخر سواء من الدعاية الإيرانية أو الدعاية الإخوانية لإحداث شرخ في العلاقة بين البلدين».

وأكد أن «القيادة في الدولتين لا تلتفت إلى هذه المهاترات وهذه التفاهات».

وفي رده على سؤال بشأن ما إذا كان تم حل مشكلة الجزر مع مصر في إشارة إلى جزيرتي «تيران» و«صنافير» (دون أن يسميهما الشريان)، قال «بن سلمان»: «لم توجد هناك مشكلة أصلا في الجزر».

وأردف: «الذي حدث قبل سنة تقريبا هو فقط ترسيم الحدود البحرية، الجزر مسجلة لدى مصر أنها جزر سعودية، ومسجلة لدى السعودية أنها جزر سعودية، ومسجلة أيضا في المراكز الدولية أنها جزر سعودية».

وتابع: «فقط ما تم هو ترسيم الحدود البحرية، ولم تتنازل مصر عن أي شبر أو تتنازل السعودية عن أي شبر من أراضيهما».

وبين أن «ترسيم الحدود أتى لأسباب المنافع الاقتصادية التي ممكن أن تخلق بعد ترسيم هذه الحدود وعلى رأسها جسر الملك سلمان أو إمدادات النفط أو إمدادات الغاز والميناء التي سيوضع شمال سيناء وصادرات الخليج لأوروبا».

الشأن السوري

وفي تعليقه على الوضع في سوريا، وصف «بن سلمان» الوضع بها بـ«المعقد»، منتقدا سياسة الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما» إزاء الأزمة السورية.

وقال في هذا الصدد: «أوباما أضاع الكثير من الفرص المهمة التي كان من الممكن أن يحدث فيها تغيير كبير جدا في سوريا».

وأردف: «اليوم سوريا أصبحت قضية دولية، روسيا موجودة هناك، وأمريكا والدول الخمس الكبرى هناك، وأي احتكاك بين هذه الدول الكبرى قد يحدث أزمة أكبر بكثير من أزمة الشرق الأوسط».

وتابع: «الوضع معقد جدا ونحن اليوم نحاول ان نخرج بأكبر قدر من المكاسب، للمصالح السعودية وللشعب السوري ولدول المنطقة».

شاهد الحوار...

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت