الخميس, 21 نوفمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ إسبوع
المشرف العام
شريف عبد الحميد

الصفوي المجرم أبو مهدي المهندس من «إرهابي» إلى شريك الأمريكيين في العراق

صحافة - عن الوول ستريت جورنال | Mon, Jun 6, 2016 11:36 PM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

بدأ مشهد التآلف العسكري غير المعتاد بين أمريكا وإيران، خصوصا في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، يحوز اهتمام المحللين والمراقبين الأميركيين.

وفي هذا السياق، نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» مقالة مطوّلة عن جمال الجراح، المعروف بأبي مهدي المهندس، القائد الفعلي لميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية العراقية وممثل قائد «لواء القدس» في الحرس الجمهوري الإيراني قاسم سليماني. وحملت المقالة عنوان «الرجل الذي يجعل أميركا تشعر بالتوتر في العراق».

وكانت محكمة كويتية قد أصدرت في العام 2007 أحكاما بالإرهاب ضد الجرّاح لتورطه في سلسلة من 6 تفجيرات في العام 1983 في الكويت، احدها أستهدف أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، فيما استهدف آخر مطار الكويت والسفارتين الأميركية والفرنسية. وشارك في التفجيرات المسؤول العسكري في «حزب اللات» مصطفى بدرالدين، الذي أعلن الحزب مقتله في دمشق قبل أسابيع.

ورغم أن الصحيفة الأميركية نقلت عن الناطق باسم القوات الأميركية في العراق قوله إن الولايات المتحدة تنظر إلى المهندس على أنه إرهابي وتعامله على هذا الأساس، ورغم قول زلماي خليلزاد، الذي عمل سفيرا لأميركا في العراق بين 2005 و2007، إن القوات الأميركية حاولت اعتقال المهندس بسبب تورطه في هجمات أدت إلى مقتل قوات أميركية قبل أن يفرّ إلى إيران، إلا أن المقالة نفسها نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إنهم يستبعدون اليوم قيام المهندس بتهديد حياة الجنود الأميركيين، البالغ عددهم حاليا خمسة آلاف في العراق يتلون مهام "تدريب وإرشاد" القوات العراقية في حربها ضد "داعش".

وتعتقد الأوساط الأميركية أن المهندس كان واحدا من المسؤولين الرئيسيين عن استهداف وقتل الجنود الأميركيين، وهو ما دفع القوات الأميركية في العراق إلى محاولة اعتقاله، فغاب الأخير عن الساحة العراقية بعدما فاز بمقعد في "مجلس النواب العراقي" خلال العام 2005.

والمهندس هو من مواليد البصرة، وانتقل إلى إيران في العام 1979 إثر نجاح الثورة فيها بعد تحريم صدام حسين لحزب "الدعوة الإسلامية في العراق"، وعاش في إيران، واكتسب الجنسية الإيرانية، وحارب في صفوف الميليشيات العراقية إلى جانب الجيش الإيراني ضد الجيش العراقي في الحرب بين البلدين بين 1980 و1988.

وتقول الصحيفة الأميركية إن طهران قررت في العام 1983 توجيه ضربات في عموم المنطقة ضد أي قوى كانت تدعم العراقيين في الحرب ضد إيران، وفي هذا السياق أمرت المهندس وبدرالدين بتنفيذ تفجيرات الكويت. وتزامنت تفجيرات الكويت مع تفجير الميليشيات اللبنانية الموالية لإيران مقر المارينز والسفارة الأميركية في بيروت، ولاحقا خطف رهائن غربيين.

لكن "وول ستريت جورنال" تشير إلى عدد من الخطوات التي اتخذها المهندس أخيرا لمصالحة الأميركيين:

في الحادثة الأولى، تقول الصحيفة إن أميركا كانت في طريقها إلى تسليم القوات العراقية سربا من مقاتلات "اف 16" وتجميعها في قاعدة بلد، حيث من المفترض أن يشرف على عملها وصيانتها اختصاصيون أميركيون. إلا أن مقاتلين من الشيعة العراقيين رفضوا تسليم القاعدة المذكورة للأميركيين، فما كان من المهندس إلا أن توسط للأميركيين لدى المقاتلين وسلَمهم القاعدة الجوية.

في الحادثة الثانية، سلمت الولايات المتحدة أربعة مولدات كهرباء كبيرة في تكريت إثر تحريرها من "داعش"، لتكتشف البعثة الأممية المشرفة على توليد الكهرباء أن الاجهزة اختفت. وبعد أيام، نجح المهندس في إعادة المولدات الأميركية إلى أماكنها المخصصة في البلدة العراقية الواقعة شمالي بغداد.

ختاما، يبدو أن "وول ستريت جورنال" لم تتنبه إلى أن الولايات المتحدة سالمت منذ فترة ميليشيات "الحشد الشعبي" وعلى ما يبدو قائدها المهندس، رغم أن وزارة الخزانة ما زالت تضعه في خانة الإرهابيين، ففي يونيو 2015، زار الناطق باسم الميليشيا أحمد الأسدي الولايات المتحدة، ونظمت الجالية العراقية حفلا كرّمته فيه في مدينة ديترويت، والقي كلمة رحب فيها بالدعم المادي ودعا الشباب العراقيين الأميركيين إلى الانضمام إلى الحشد وقتال "داعش".

إذن، لا يبدو أن المهندس مازال "الرجل الذي يشعر أميركا بالتوتر في العراق"، حسبما ذكرت الصحيفة، ففضلا عن اطمئنان الأميركيين للقتال جنبا إلى جنب مع المهندس وميليشياته ضد "داعش" والسماح لمسؤولي "الحشد الشعبي" بتنظيم حفلات دعم داخل الولايات المتحدة، وقيام المهندس بتسهيل شؤون الأميركيين في العراق، كل هذه خطوات تشير إلى أن المهندس تحول من رجل يقلق أميركا إلى صديق يساهم في تذليل العقبات التي تواجهها، ولا شك أن أميركا تبادله الودَ؟

المصدر|العصر

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت