الجمعة, 22 نوفمبر 2024
اخر تحديث للموقع : منذ إسبوع
المشرف العام
شريف عبد الحميد

قراءة متأنية في أربع أوراق تاريخية (1)

آراء وأقوال - شريف عبد الحميد | Tue, Jul 26, 2016 8:37 PM
الزيارات: 1387
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

على سبيل التقديم

الحرب الصليبية على الإسلام والمسلمين لم تنته، بل  متواصلة و تواصلت معها نبتات خبيثة أخرى نبتت في أرض المسلمين منها »الكيان الصهيوني« في فلسطين الذي نشأ على يد وعين الغرب الصليبي، منذ أن قرر »بلفور« بوعده المشأوم أن يمنحهم أرض فلسطين التي شهدت التكالب الصليبي حتى بعد أن حرر صلاح الدين القدس.

ونبتة خبيثة أخرى هي »الفرس« المجوسي الذي يريد أن يستعيد عصر أجداده »القرامطة« و»الصفويين« على جثث وأشلاء المسلمين، ولم ينس أبداً أن السنة كانوا سببا في هزائمه على مر العصور، وأصبحت عقيدة »المجوس« حتى اليوم هي »الثأر« من أهل السنة والعمل على استئصالهم من الوجود.

ما أشبه الليلة بالبارحة ..والتاريخ يريد من يقرأه بعين ثاقبة، ولا يهمله ولا ينساه.

ولو دققنا البحث «على مر التاريخ نرى مواقف الحضارة الغربية من الإسلام مليئة بالكره والحقد الذي يتبلور في أقوالهم التي ترجمت إلى أفعال في الحروب الصليبة الرهيبة والتي أتت بملايين الجند من كل أنحاء أوروبا لاستئصال الإسلام، كان الجندي فيهم يترنم بأعلى صوته حين كان يلبس بزة الحرب قادماً لاستعمار بلاد المسلمين:

"أمــــــاه أتمي صلاتك لا تبكي..بل أضحكي وتأمل.. أنا ذاهب إلى طرابلس .. فرحا مسرورا .. سأبذل دمي في سبيل سحق الأمة الملعونة .. سأحارب الديانة الإسلامية .. سأقاتل بكل قوتي لمحو القرآن"» ([1])

فالأمة تواجه غرب صليبي حاقد، في مقدمته »أمريكا« التي تعيد لنا عرض حضارة الدم والاستباحة للأوطان والأعراض، و »إيران« في ذات الوقت تعيد أمجاد «القرامطة» وتاريخهم الملطخ بالدماء التي سالت داخل الحرم المكي الشريف، ولا ننس تلك النبتة الخبيثة التي تحتل القدس الشريف وفلسطين، وترتكب المجازر تلو المجازر تحت رعاية وسمع وبصر العالم الغربي الصليبي.

عندما نلقي نظرة عاجلة على التاريخ الذي لا يكذب أبداً نسأل: من الذي مكّن لـ»هولاكو« دخول بغداد وإسقاط الخلافة؟!

أليس »ابن العلقمي«، و »نصير الدين الطوسي« الرافضيين الخبيثين اللذان قدما مليوني مسلم سني في العراق ليقتلهم هولاكو؟!

ماذا فعل »أبو طاهر القرمطي« في مكة يوم التروية؟

ألم يقتل الحجيج في المسجد الحرام، واقتلع الحجر الأسود وظل بحوزتهم قرابة العشرين سنة؟!

لولا مساعدة تلك الفرقة الرافضية الخبيثة للصليبيين، وقيامهم بفتح أسوار عكا لما نجح الصليبي ريتشارد قلب الأسد من دخول عكا في عهد البطل صلاح الدين.

من ردّ الجيوش الإسلامية أثناء الخلافة العثمانية عن فتح غرب أوروبا؟

أليست الدولة الصفوية الخبيثة؟!

وبالأمس البعيد سقطت وضاعت الأندلس، وضاع معها للإسلام عز ومجد وحضارة وقارع الأندلسيون طغاة أسبانيا، ومحارق محاكم التفتيش حتى بداية القرن السابع عشر.

نعود إلى هذه الأوراق التاريخية لنقرأها قراءة متأنية، علّها تحمل الكثير من التفسير للواقع المؤلم الذي نعيشه، وأن هذه الأمة الإسلامية تاريخيا تحقَّق لها من عوامل الصمود الاستمرار وعدم الذوبان والاضمحلال في أيام الغلبة والانكسار قد يقل عن عوامل القوة في أيام الفتح والانتصار.هذه الأوراق التاريخية ليست لاجترار الأحزان أو القنوط ومزيد من اليأس، إنما معالجة لليأس والقنوط، فرغم اندحار الغزو الصليبي والمغولي على بلاد العالم الإسلامي في العصور الوسطي فإن العدوان الصليبي والصهيوني والصفوي المجوسي على هذه البلاد لم ينته، وها هي سوريا والعراق وفي قلبها الفلوجة واليمن ناهيكم عن لبنان .

لقد انتصر صليبيو ومجوسيو ويهود العصر الحديث وحققوا على المسلمين النصر الذى لم يستطع أسلافهم تحقيقه في العصور الوسطى وشرعوا في الانتقام من بلاد العالم الإسلامي باحتلال وفرض السيادة عليه واستغلال موارده لصالحهم ووقف حضارته وتقدمه.

«إن الإسلام يتعرض لمحنة كبرى وأعداؤنا لم يكتموا من نيَّاتهم شيئاً لأنهم لم يروا أمامهم ما يبعث الكتمان أو الحذر فاليهود يقولون : لا قيمة لإسرائيل بدون القدس، ولا قيمة للقدس بدون الهيكل : والمعنى واضح فإن الهيكل المطلوب فوق تراب المسجد الأقصى، والصليبيون الجدد يقولون : خلقت إسرائيل لتبقى .. والباطنيون، يستبيحون الدماء ويهتكون الأعراض، ويصادرون الأموال ويعملون ليل نهار لتصفية رموز أهل السنة، وممارسة التطهير المذهبي ونشر الثقافات المغلوطة والبدع والانحرافات والتي تمس عقيدتنا وتاريخنا ورجالنا وأخلاقنا».([2])

و«يتساءل الأعداء لماذا يبقى الإسلام أكثر مما بقى ؟ أنستسلم للفناء، وندع ديننا ورسالتنا للجزارين الجدد أم ماذا؟». ([3])

]وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا[([4])

اقرؤوا التاريخ يا أولي الأباب

«إن أية أمة تريد أن تنهض من كبوتها لا بد أن تحرك ذاكرتها التاريخية لتستخلص منها الدروس والعبر والسنن في حاضرها وتستشرف مستقبلها، وإيجاد الكتب النافعة في هذا المجال من الضرورات في عالم الصراع والحوار، والجدال والدعوة مع الآخر، وهذا يدخل ضمن سنة التدافع في الأفكار والعقائد، والثقافات والمناهج وهي تسبق التدافع السياسي والعسكري، فأي برنامج سياسي توسعي طموح يحتاج لعقائد وأفكار وثقافة تدفعه، فالحرف هو الذي يلد السيف، واللسان هو الذي يلد السنان والكتب هي تلد الكتائب».([5])

« إن الأمة الإسلامية تمر بأمور عصيبة، فالعلل القديمة تتجمع ونذر العاصفة المدَّمرة من أعداء الإسلام ظهر في الأفق القريب يحاولون السيطرة الفكرية والثقافية والعقائدية والسياسية والاقتصادية على قلب العالم الإسلامي، فالخطط تنفذ حالياً لضرب القلب بعد قص الأجنحة، فقد نجح الصليبيون في تنصير أربعة أخماس الفلبين ثم اتَّجهوا إلى جزر أندونيسيا يحملون الخطة ذاتها، وقد محو المعالم الإسلامية من «سنغافورة» وهم الآن يبعثرون طلائعهم في شرق وجنوب آسيا، والمشروع اليهودي في فلسطين لا يكل ولا يمل، والأمريكي ماضى بقوة السلاح والنفوذ السياسي والإعلامي وقدراته الاقتصادية لغزو الأمة، وموازياً لهما، التغلغل الباطني، ومشروعه السياسي الهادف إلى إضلال الأمة وإبدال دينها الصحيح بالبدع والخرافات والمعتقدات الفاسدة، فالمشاريع الباطنية واليهودية والصليبية تنخر في هذه الأمة العظيمة !! كيف لا يقشعر جلد المؤمن وهو يتابع ويطالع هذه المخططات والأنباء ؟ كيف يطيب له منام أو طعام ؟». ([6])

الورقة التاريخية الأولى:

عن مسير القرامطة إلى مكة، وما فعلوه بأهلها وبالحجيج، وأخذهم الحجر الأسود سنة 317 هـ.

والورقة التاريخية الثانية:

عن فظائع الحروب الصليبية، وما حدث في القدس يوم دخلها الصليبيون وقتلوا سبعين ألف مسلم في المسجد الأقصى في مذبحة تركت أثرا عميقا في العالم سنة 492 هـ.

و الورقة التاريخية الثالثة:

فهي عن الغزو المغولي التتري الذي سطر صفحة دموية في تاريخ الحضارة الإسلامية، والذي انطلق في أواخر القرن الثاني عشر - في السابع عشر من المحرم إلى منتصف شهر صفر-  بقيادة جنكيزخان، وكان هدف موجات الزحف المغولي إلحاق الدمار والخراب وتدمير التراث الفكري والحضاري للمسلمين.

أما الورقة التاريخية الرابعة:

فهي عن سقوط غرناطة - آخر قلاع المسلمين في إسبانيا- سنة (897 هـ=1492م) بيد الملكين الكاثوليكيين » فرناندو وإيزابيلا« على شروط تجاوزت خمسين، أهمها: أن يبقى المسلمون أحراراً في دينهم، ولغتهم، وأرضهم. وما كادت المدينة المقهورة تستسلم حتى تنكر المحتلون لعهودهم، وتضافرت الأحقاد الصليبية لإزالة أي أثر للإسلام في الأندلس.

... وللحديث بقية


[1] - قادة الغرب يقولون: دمروا الإسلام أبيدوا أهله - جلال العالم

[2] - دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي - الدكتور علي محمد محمد الصَّلاَّبي

[3] - المصدر السابق

[4] - البقرة 217

[5] - المصدر السابق

[6] - المصدر السابق

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت