تعتبر العلاقة ما بين حركة حماس وإيران، علاقة مُعقدة جدًا، نتيجة وجود خلاف مذهبي واضح بين الطرفين، فإيران تُريد فرض التشيع بالقوة في دول المنطقة، بمساعدة بعض أدواتها الإقليمية كحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي في العراق، في حين حماس تنتمي إلى السنة، وترفض التشيّع.
وفي أكثر من مرة، واجهت حماس التي تسيطر على قطاع غزة، موجات شيعية على مدار 12 عامًا، ففي بعض الأحيان تم اتهام بعض قادة حركة الجهاد الإسلامي بأنهم شيعيون.
ولإيران عدة أذرع تعمل لصالحها منهم على سبيل المثال لا الحصر، حركة الصابرين والمعروفة اختصارًا باسم (حصن)، التي يقودها هشام سالم، الذي طردته الجهاد الإسلامي من صفوفها؛ بسبب اتهامات له بالتشيع والعمل لصالح إيران، بعيدًا عن قيادة الحركة.
ويتهم بعض كوادر وعناصر حركة فتح، حركة حماس، بأنها حركة شيعية، وقادتها خوارج، نتيجة ولاءهم المُطلق لإيران، وإعلان زعمائها بشكل واضح وصريح بأن طهران تدعم الحركة السياسية وتنظيمها العسكري.
وداخل حركة حماس، يوجد تباين واضح في العلاقة مع إيران، فقبل عام تقريبًا، تباهى زعيم حماس بغزة، يحيى السنوار، بعلاقة حركته بطهران، وقال: إن علاقة حركة حماس مع إيران وحزب الله اللبناني في أحسن أحوالها، ويجري التنسيق والعمل المشترك معه ضمن اتصالات شبه يومية بين الطرفين.
كما تباهى بقوة العلاقة مع قيادة الحرس الثوري الإيراني وتحديدًا علاقته بالمجرم الدموي قاسم سليماني، لأنه على حد وصفه فإن إيران لم تقصر بدعم حماس على الإطلاق.
وآنذاك، انتقد السياسي الفلسطيني "المُقرب من حماس" عزام التميمي، ما أسماه سوء أداء السنوار الإعلامي، مُعتبرًا أن ما قاله زعيم حماس، يمثل تبييضًا لصحائف إيران السوداء وحليفها حزب الله.
وذهب التميمي إلى ما أبعد من ذلك، حيث طالب حركة حماس، بإعفاء السنوار من الظهور الإعلامي، بشكل كامل.
لكن على النقيض من الكلام الناعم للسنوار عن إيران، يوجد قائد آخر كبير في حماس هو موسى أبو مرزوق، كان قد هاجم إيران بضراوة، مُتهمًا إياها بالكذب، ووصف قادتها بأنهم أكثر الناس تلاعبًا في الألفاظ، وأكثرهم باطنية، في إشارة منه إلى أن دولة إيران، تُظهر خلاف ما تُبطن.
وأشار أبو مرزوق، إلى أن الفصائل الفلسطينية، ضحايا الحلف الإيراني، موضحًا أن الدعاية الإيرانية التي تقول إنها تدعم غزة كاذبة، ولا يصل منهم أي أموال منذ فترة، كما بيّن أن ما كان يصل من أموال لحماس ليس من الإيرانيين، وانما عبر مآرب أخرى، كما هاجم الحكومة السورية برئاسة بشار الأسد، وانتقد ضعفها.
وعما إذا ما كان يوجد تناقض ما بين قادة حماس، سواء في المكتب السياسي أو مجلس الشورى، وهل تواجه الحركة انقسامًا داخليًا، أقرت مصادر من داخل حماس، بوجود خلافات ما بين قيادة الحركة، ويتم في كل وقت رأب الصدع، منعًا لحدوث تفكك يؤثر على وحدة الحركة.
وأعربت تلك المصادر، عن خشيتها بأن تُصبح حماس، أشبه بوضع حركة فتح الآن منقسمة ولا تعمل ككتلة واحدة، كما اعتبرت أن الخلافات الحاصلة جاءت بسبب تأثير إيران على قيادة الحركة وقرارها، حيث أن إعلان البعض أن حماس ضمن محور المقاومة خلّف أزمات مع دول عربية كانت مُحايدة في علاقتها مع حماس.
وأوضحت المصادر، أن دولًا عربية مؤثرة في الإقليم، كانت تعتبر حركة حماس حركة مقاومة، أضحت الآن تراها حركة أعمال أو شركة محدودة، وهذا يؤرق المكتب السياسي بأكمله، مشيرًا إلى أن الرفض المتكرر لخروج إسماعيل هنية لإجراء جولة في الخارج سببه في المقام الأول، أن الحركة لا تجد من يستقبلها في دول العالم، وفي المقام الثاني، هو أنه يُريد الذهاب إلى العاصمة الإيرانية، ولقاء المرشد الإيراني على خامنئي، وقادة الحرس الثوري.
وعن الدول التي بينها وبين حماس، أزمات، بسبب مواقف الحركة مع إيران، تأتي في مقدمة تلك الدول، جمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، والمملكة الأردنية الهاشمية، وأيضًا ليبيا، وغيرهم، كما أن الحليف السابق لحماس، وهي سوريا، طردت حماس بسبب مواقف الحركة المؤيدة للمعارضة السورية.