يصدر عن مؤسسة "بتانة" الثقافية قريبا "كتاب "جمهورية الضحك الأولى: سيرة التنكيت السياسي في مصر" للكاتب الصحفي طايع الديب. يقدم الكتاب تجربة جديدة في كتابة النكتة السياسية تعتمد على حكي النكتة كقصة فكاهية قصيرة جدا، مع الابتعاد تماما عن العامية باستثناء الحوار، وهي تجربة غير مسبوقة في أدبيات التنكيت السياسي المصري والعربي.

وقال "الديب" إن الكتاب يحكي قصة النكت السياسية كوسيلة لجأ إليها الناس للسخرية من النظم الحاكمة، منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وحتى ما بعد ثورة 25 يناير، وذلك في غياب آليات التعبير الشرعية، من إعلام إلى تعددية سياسية، فكان لابد- حسب الكتاب- من إيجاد وسيلة تعبير حرة، قادرة على توجيه راديكالي إلى حكام مصر المتعاقبين منذ ثورة 1952، وهي التي النكات التي تسجل بدقة قدرة الشعب المصري على التعريض بهؤلاء الرؤساء.

كما يضم الكتاب، لأول مرة، عشرات النكت المصرية التي تم "تعريبها" في أكثر من بلد عربي، ومن "تفصيل" هذه النكت على رؤساء عرب معاصرين، على اعتبار تشابه الظروف السياسية في كل هذه البلدان، وقدرة مصر على التأثير في محيطها العربي، حتى النكت.

ومن النكت الواردة في مقدمة الكتاب هذه النكتة: يُحكى أن مبارك والقذافي التقيا على انفراد في مؤتمر "القمة العربية" الذي انعقد بمدينة "سرت" الليبية سنة 2010، فقال العقيد لصاحبه وهو يحاروه: قل لي يا أخي حسني.. كيف ما يكون لك لقب يذكرك به التاريخ؟ أنا مثلا سمّاني الزعيم جمال عبد الناصر "أمين القومية العربية"، وصدام حسين كان مسمّي نفسه "حارس البوابة الشرقية"، وعندك ملك السعودية "خادم الحرمين الشريفين".. لابد يكون لك لقب.

وفور انتهاء أعمال القمة عاد مبارك إلى القاهرة، واستدعى الأثري زاهي حواس وقال له: شوف لك صرفة في الهرم الصغير، بيسموه إيه؟ "منقرع".. أيوه هوّه، اتخلص منه بأي شكل.

اندهش "حواس" من هذا الطلب الغريب، وسأله: أتخلص منه إزاي يا ريس؟

- اعمل بيه معرض ف اليابان وسيبه هناك.

- طيب ليه يا افندم؟

- عشان عايز أسمّي نفسي "خادم الهرمين الشريفين"!