لا أريد أن ندفن رؤوسنا في التراب كالنعام، ولا أريد أن نغالط أنفسنا إرضاءً لأحد؛ إيران عدونا الخطير الذي ينبغي أن ننتبه له، ونعد أنفسنا لهذا، وإلا ابتلعنا الطوفان، ورحنا في خبر كان!
وإني لأشعر بالمسؤولية الشرعية أمام الله وأرى حرمة السكوت تجاه هذا الأمر، وكذلك أعتبره على كل من يعرف الحقيقة؛ إذ لم يعد الأمر قاصراً على بيان التشيع والشيعة والرافضة وما إلى ذلك.
وأعتبر أن هذا واجب الوقت على الدعاة والعلماء والخطباء، وكلٌّ حسب ما يستطيع، فعدونا يسن السكين أمام أعيننا ويحتل عدة دول من دولنا وعيناه على الحرمين!.
وليس عداوة إيران لنا أمراً جديداً كما يظن البعض، أو أنه حصل في عهد الملالي القائم، أو أنه وليد اللحظة، أو كان فقط من بعد ثورة الخميني ربيب فرنسا، والمسماة زورا بالثورة الإسلامية.. لا.. وألف لا.
إنما هي عدو منذ أن تم تشييع الإيرانيين بالإكراه في عهد إسماعيل الصفوي في القرن السادس عشر الميلادي، وقد كان معظمهم سُنة آنذاك، وفرض اللغة الفارسية عليهم، وكانت إيران من وقتها خنجراً مسموماً في خاصرة الخلافة العثمانية، وعائقة لها من توسعها في أوروبا.
ولكن عهد الملالي الحالي القائم على ولاية الفقيه تزيد هذه العداوة بإشعال نارها وصب الزيت عليها ليلا نهارا، مستغلة غفلتنا وجهل جماهير أهل السنة، فتتوسع إيران وتتمدد، وتبيد وتقتل بأبشع أنواع القتل التي لم يعرفها التاريخ من قبل.
إيران المسماة بـ «الجمهورية الإسلامية» دينها ليس هو الإسلام الذي نعرفه، إنما هو دين آخر، ومن يتوسع ويطّلع على مصادرهم الأساسية؛ ككتب الطبرسي والكليني والكشي والطوسي والمجلسي وابن باباويه وغيرهم، يعرف ذلك، ويوقن أنه دين آخر.
ولذلك أقول بقلب مطمئن إن إيران على دين غير دين الإسلام الذي نعرفه والذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وإن الأمر ليس دعوة للطائفية، ولا ينطبق هذا الكلام على الشيعة العرب الذين يعيشون في بعض دول الخليج ما لم ينحازوا إلى إيران ويتحولوا إلى المذهب الإثنى عشري أو الجعفري الذي عليه إيران الفارسية.
وإيران تحتل الأحواز العربية التي تتجاوز مساحتها 15 ضعف مساحة فلسطين التي يحتلها الصهاينة. الأحواز التي بها ما يقرب من 90 % من آبار النفط الإيراني!... يا لله!.. وكأن قدرنا أن نحارب بالنفط العربي!
ومن أسف أن كلنا يعرف قضية فلسطين بينما أغلب جماهير السُّنة لا يعلمون عن إقليم الأحواز شيئا.
إيران والعقلية الإيرانية مسكونة بهاجس التوسع والهيمنة على التراب العربي، وينظرون إلينا بضرورة الدخول تحت سيطرتهم، وإنما هي مسألة وقت لا أكثر ولا أقل.
وإيران تنظر للجنس العربي نظرة احتقار أخطر وأعنف بكثير من نظرة اليهود للعرب، ومن طالع كتاب «الشاهنامة» للفردوسي تأكد من ذلك... واطلع بنفسه على كم الاحتقار المسجل فيه للجنس العربي.
وعندما قام الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد بزيارة بابا الفاتيكان أهداه نسخة من الشاهنامة وليس القرآن، وهو ما يؤكد أنهم «فرس» وأنها «إيران الفارسية» وليست إيران الإسلامية، التي يخدعوننا بها.
وإيران تشعر بالعزلة في المنطقة؛ العزلة الثقافية والعزلة الدينية، مثلها مثل «إسرائيل» تماما، ولغتهم «الفارسية» حائل أساس في ذلك، وهو الشيء نفسه بالنسبة للغة العبرية في «إسرائيل».
ولست بحاجة لأقول لك أو أذكرك بأن طهران ليس بها مسجد واحد للسُّنة! وهم ملايين، في حين يوجد عشرات المعابد والبيع لليهود وهم أقل بكثير جدا من السُنة!.
استغلت أمريكا ذلك العداء، بعد أن درسته وتأكدت منه، وحلت مشاكلها مع إيران عبر المفاوضات، ودعموها ضدنا كما يدعمون دولة الصهاينة تماما، ولذلك إيران عدو مركب بالنسبة لنا.
إيران مستأجرة جزر من أرتريا منذ فترة بمحاذاة اليمن وبالتحديد صعدة، ويقوم «الحرس الثوري» الإيراني بالتدريب اللازم لهذه الأعداد الهائلة الذين يستقطبونهم من شيعة دول المنطقة لا سيما الحوثيون في اليمن وشيعة باقي الدول الخليجية؛ لا سيما السعودية!.
أين حكوماتنا وحكامنا ودوائر صنع القرار عندنا وإعلامنا الرسمي وغير الرسمي وعلماؤنا من كل هذا الذي يجري على أرض الواقع؟!
وأخيراً.. لنكن صرحاء.
إن مقاومة «المشروع الإيراني» التوسعي في عالمنا العربي والإسلامي اليوم من أوجب الواجبات.
المشروع الإيراني الصفوي، الذي تحقق منه حتى الآن ضم 4 دول عربية إليه؛ هي العراق وسوريا ولبنان واليمن.
على المراكز البحثية والمؤسسات العلمية لا سيما في المملكة العربية السعودية، والتي تنفق الملايين في نشر بحوث متعمقة جدا في علوم القرآن والحديث وغير ذلك، أن يتأملوا الواقع وأن ينتبهوا للخطر المحدق بنا جميعا.
إن آلاف الموسوعات العلمية والتي ينفق عليها الملايين تعد رفاهية علمية في جنب التصدي لـ «المشروع الإيراني» في عالمنا العربي والإسلامي.
الحقيقة إن هذه المراكز البحثية التي ذكرتها تحتاج من يطرق أبوابها ويقرع آذان القائمين عليها بالتنبيه... بل ربما الصراخ الحاد... ليكفوا الآن عن إنفاق الملايين في بحوث ليس هذا وقتها ولا هي واجب الوقت، ويتحولوا إلى إنفاق هذه الملايين في مقاومة هذا المشروع الشيطاني.
أقصد من هذا المقال التنبيه على خطورة هذا المشروع الخطير، ودعوة المراكز والجمعيات العلمية إلى التوقف عن السفه الذي يحدث في بذل الملايين في بحوث وتقنيات تضخمت لحد التخمة، والدعوة إلى توجيهها لتوعية الجماهير في العالم العربي والإسلامي بهذا المشروع الشيطاني الخطير.
آمل أن ينتبه من بأيديهم الأمر؛ فالله سائلهم عن ذلك.
اللهم هل بلغت...