هي أطول الحروب التاريخية في البشرية لأن ضحاياها متجددين وآثارها تمثل وقود الحرب الباردة بين من يملكون القوة وبين من يسعون لانتزاع مكانهم بين الصقور والنسور على موائد الصراع الدولي .
الحرب بالوكالة لتحقيق الأمن الإستراتيجي لبعض الدول والأنظمة يقع في خدمتها العقول المستأجرة والقلوب الأسيرة لأهواء الأخرين والتي تتوق قي غالب أحوالها للعاجلة فتصبح دمائها ملك لمن يدفع أكثر ويتجسد من عظام هذه الأجساد أعمدة البناء للداعمين والمنتفعين من صناعة الحروب خاصة حين يصبح هدم الدول الإسلامية أحد أعمدة الإستثمار للنظم العالمية الظالمة ولذلك وقف نزيف هذه الحرب الظالمة هي أقوى أسباب حفظ الدول المسلمة من تيه الهلاك والإستهلاك .
الحرب بالوكالة تستقطب دهماء الجماهير لأن من يدفع لهم يحرص على الاستثمار في كل كبيرة وصغيرة تساهم في تحقيق الهدف وترسيخ قيم العمالة والذوبان في نظم الرأسمالية الفاشية أو الإستغراق في أسس ومعايير التغريب بين يدي من يملكون قواعد اللعبة في المنظومة الدولية خاصة بعد دفع بلاد المسلمين إلى علل التآكل البيني وفقد آليات التلاقي والإعتصام .
وساعد في هذه الحرب بعض العقول ممن قرأ أحدهم على درجات التعلم الأكاديمي في بلاد المشرق أو تمت إعادة هيكلته على وفق الرؤى المتنازعة والمتصارعة بالوكالة لمنع تلاقي أبناء الأمة الواحدة انتصاراً لرؤية خاصة أُريد لها أن تكون بديلاً عن عمومية الإنتماء وتنوع يشمل خيرية الأمة .
الحرب بالوكالة :
هي استدعاء لمفاهيم الشيطنة أو التكفير أو التفسيق أو التبديع لأبناء الأمة حتى يتمكن بنو علمان من ترسيخ مفاهيم الخلاص للأمة.
لماذا يتم المساهمة في هدم أو تغريب كليات ومفاهيم وجسور التلاقي والاعتصام بين المسلمين؟
الجرح والتجريح والحرب بالوكالة.
هي استجماع أدوات الهدم لكل مخالف، وهجر آليات الإصلاح وحمل معاول التعطيل للأقران لوهم إرادة الكمال أو الإصلاح ولا أدري إي إصلاح في إزالة من به شبهة عجز لتمكين من به قليل خير لمجرد وهم ظنون التوصيف والتوظيف ، وربما أنه نتاج من آثار حاكمية الحسد أو تمني الهلاك للآخرين أو انتصاراً لحروب يقودها البغاة من خلف حجاب المشهد المعاصر ويقع فيها الحرب بالوكالة عنهم جهلاً أو تربصاً بخصوم أو حسداً لشركاء أو أخلاء.
مكنون النفس والحرب بالوكالة.
يقع أسير هذا الفعل أقوام لم يتعمدوا خدمة خصوم الأمة بل جهلوا آليات التقييم للواقع فسقطوا من حيث أرادوا القيام وأصبحوا جزءًا من منظومة الخصوم في مكنون الأمر وإن بدا الظاهر على خلاف ذلك حيث أن كل صناعة لمعاول التعطيل للأولياء هي مظاهرة باطنة وتأييد خادم لخصوم الأمة وإن كان اللسان ينطق بغير ذلك فهل يدرك الأخلاء جناية رعاية جسور الهلاك بين المسلمين أم أصبحت مجرد الألم درب من دروب النصرة لمفاهيم، هي أزمة من أزمات الواقع المعاصر، الذي لم ولن يتغير لمجرد الأماني بل بواقعية السير على خ طى التلاقي لتكوين النواة الصلبة للأمة خير من الذوبان بين أطياف النزاعات البينية .
الغلو في النقد بين الأخلاء والحرب القائمة :
من بعض مكنون أسرارالإقدام إلى لغة النقد لللآخرين ولو كان نقداً هادفاً ، محاولة وضع النفس في مكان العصمة أو القداسة أو النزاهة وكأنه ليس من هؤلاء القوم هذا الأمر محمود إذا كان الطرف الآخر ممن تختلف معهم خلاف تضاد وتتضح فيه معايير الولاء والبراء .
إما أن يتم إستدعاء هذه الروح والأخلاق أمام كل نزاع حول فهم محدث لقضايا متجددة أو متغيرة فربما يصبح هذا الفعل من أفعال السعي لاكتساب أمور شبيهة بالعجب أو النصرة للنفس والإنتصار لها.
من الخطورة بمكان كثرة استعمال مفردات التوصيف للآخرين داخل بنيان الإسلام السني بصفة عامة إلا وصفاً جعله بعض القوم شعاراً لهم ووالوا عليه أو عادوا عليه.
حرص النفس على مكنون مدحها واستقدام منازل الكمال لها درب وخروج عن كمال العبودية لله ومن ثم يفارق العبد خلق الهداية ويصبح حامل لحقيبة الغلو في المدح أو الغلو في القدح ولاءً أو براءً.
فهل يعي أبناء الأمة مخاطر هذه الحرب أم ما زال الأمر مجرد استثمارا لقضية ليتبعها قضايا وحينها فلا الإصلاح حققنا ولا الأرض حررنا بل لجهود الأخلاء هدمنا ولله الأمر ؟