هل راجع الأزهر الشريف مسلسل الأزهر «الكرتوني» قبل عرضه؟
المسلسل يعرض منذ بداية شهر رمضان على قنوات النهار و الذي يزيف التاريخ بمدحه «الدولة العُبيدية» الشيعية التي يسمونها زورا في المسلسل بـ«الفاطمية».

- إن تسمية تلك الدولة بالفاطمية تسمية كاذبة أراد بها أصحابها خداع المسلمين بالتسمي باسم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بين العلماء والمؤرخون فى ذلك الزمان كذب تلك الدعوى وأن مؤسسها أصله مجوسي يدعى سعيد بن الحسين بن أحمد بن عبدالله بن ميمون القداح بن ديصان الثنوي الاهوازي وسعيد هذا تسمى بعبيد الله عندما أراد إظهار دعوته ونشرها ولقب نفسه بالمهدي. فالنسبة الصحيحة لدولته أن يقال العبيدية كما ذكر ذلك جملة من العلماء المحققين ويظهر من نسب مؤسسها الذى ذكر آنفاً أن انتسابهم الى آل البيت كذب وزور وأنما أظهروا ذلك الانتساب لاستمالة قلوب الناس اليهم قال العلامة ابن خلكان فى وفيات الاعيان 118/3والجمهور على عدم صحة نسبهم وأنهم كذبة أدعياء لا حظ لهم فى النسبة المحمدية أصلا).
وقال الذهبي فى العبر فى خبر من غبر ج 2/ص 199(المهدي عبيد الله والد الخلفاء الباطنية العبيدية الفاطمية افترى أنه من ولد جعفر الصادق) وقد ذكر غيرهما من المؤرخين أنه فى ربيع الاخر من عام 402ه كتب جماعة من العلماء والقضاة والاشراف والعدول والصالحين المحدثين وشهدوا جميعا أن الحاكم بمصر وهو منصور الذى يرجع نسبه الى سعيد مؤسس الدولة العبيدية لا نسب لهم فى ولد علي بن أبي طالب وأن الذى ادعوه اليه باطل وزور وأنهم لا يعلمون أحدا من أهل بيوتات على بن أبي طالب رضي الله عنه توقف عن إطلاق القول فى انهم خوارج كذبة وأن هذا الحاكم بمصر هو وسلفه كفار فساق فجار ملحدون زنادقة معطلون للاسلام جاحدون ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون قد عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وأحلوا الخمر وسفكوا الدماء وسبوا الانبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية وكتب سنة اثنتين وأربعمائة قال ابن كثير فى البداية والنهاية (346/11) بعد أن نقل هذا وقد كتب خطه فى المحضر خلق كثير.
- إظهارهم التشيع لآل البيت.. هذه الدعوى أظهروها حيلة نزعوا اليها استغلالا لعواطف المسلمين لعلمهم بمحبة أهل الاسلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته وقد ذكر الغزالى وغيره من العلماء أنهم فى الحقيقة باطنيون (انظر مرآة الجنان 107/3وقال النويرى (وحكى الشريف ابوالحسين محمد بن على المعروف بأخى محسن فى كتابه أن عبدالله بن ميمون كان قد سكن بساباط أبي نوح وكان يتستر بالتشيع والعلم فلما ظهر عنه ما كان يضمره ويستره من التعطيل والاباحة والمكر والخديعة ثار عليه الناس وقد ذكر من الثائرين عليه الشيعة والمعتزلة وغيرهم فهرب الى البصرة).. انتهى باختصار.
- حال تلك الدولة وما كانوا عليه.. أجمل العلماء حالهم فى جملة مشهورة قالها أبو بكر الباقلانى والغزالي وابن تيمية وهى أنهم يظهرون الرفض ويبطنون الكفر المحض.
قال الباقلانى عن القداح جد عبيد الله (وكان باطنيا خبيثا حريصا على إزالة ملة الاسلام أعدم العلماء والفقهاء ليتمكن من أغواء الخلق وجاء أولاده على أسلوبه أباحوا الخمور والفروج وأفسدوا عقائد خلق) (انظر تاريخ الاسلام 23/24).
قال أبو الحسن القابسي صاحب الملخص الذى قتله عبيد الله وبنوه بعده (أربعة آلاف رجل فى دار النحر فى العذاب ما بين عالم وعابد ليردهم عن الترضي عن الصحابة فاختاروا الموت).
قال السيوطى فى تاريخ الخلفاء ج 1/ص 526(ومن جملة ذلك ابتداء الدولة العبيدية وناهيك بهم إفسادا وكفرا وقتلا للعلماء والصلحاء).
قال الشاطبى المالكى فى الاعتصام ج 2/ص 44(العبيدية الذين ملكوا مصر وأفريقية زعمت أن الاحكام الشرعية إنما هى خاصة بالعوام وأما الخواص منهم فقد ترقوا عن تلك المرتبة فالنساء بإطلاق حلال لهم كما أن جميع ما فى الكون من رطب ويابس حلال لهم أيضا مستدلين على ذلك بخرافات عجائز لا يرضاها ذو عقل).
- موقف العلماء من تلك الحقبة.. كان العلماء يظهرون الشناعة على العبيديين وعلى أفعالهم المشينة ومما يبين لنا موقف العلماء ويجمله ما صنعه السيوطي فى تاريخه (تاريخ الخلفاء) ص 4حيث قال (ولم أورد أحدا من الخلفاء العبيديين لان خلافتهم غير صحيحة وذكر أن جدهم مجوسي وإنما سماهم بالفاطميين جهلة العوام).
- أن مما يتبين لكل أحد بعد الاطلاع على أقوال العلماء والمورخين أن هذه الدولة الفاطمية كان لها من الضرر والاضرار بالمسلمين ما يكفي فى دفع كل من يرفع لواءها ويدعو بدعوتها لذا نجد أن المسلمين فى الماضى فرحوا بزوالها على يد الملك الصالح صلاح الدين الايوبي رحمه الله تعالى فى عام 567ه فلا يجوز بعد هذا كله أن ندعو الناس الى الانتساب الى تلك الدولة العبيدية الضالة ومثل هذه الدعوة غش وخيانة للاسلام وأهله ونصيحتنا لائمة المسلمين وعامتهم بالاعتصام بالكتاب والسنة وجمع القلوب عليهما يقول النبي صلى الله عيه وسلم (أن الله يرضى لكم ثلاثا أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم) رواه مسلم.