الجمعة, 11 إبريل 2025
اخر تحديث للموقع : منذ 5 أشهر
المشرف العام
شريف عبد الحميد

السيرة الدموية لإبراهيم رئيسي عضو «لجنة الموت»

بدون رقابة - | Fri, Apr 14, 2017 3:03 AM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

بناء على الإستراتيجية الإيرانية الخمسينية و آيدىولوجية تصدير الثورة اتخذ الحرس الثوري الإيراني الدور الفعال و الأساسي في هرم السلطة في الدولة الفارسية ضمن مثلث السلطة بيت المرشد – الحرس الثوري– الحوزة العلمية في قم, حيث يعتبر الحرس الثوري القوة التنفيذية والركن الأساسي في تبني إيران سياساتها الخارجية , والعنصر الأكثر فعالية و المؤثر على قرارات المرشد الأعلى خامنئي . وفي المستقبل يعتبر الحرس الثوري العائق الأهم أمام تبني إيران سياسات أكثر براغماتية مقابل دول العالم و خاصة الإقليمية بعد المرشد الأعلى  خامنئي التي باتت ايامه معدودة. ويعتقد المحللون أنه يعتبر من الأعضاء الأكثر رجعية بين الهيئة الحاكمة في المشهد السياسي .

كان يعتقد في بداية الثورة الايرانية أن منصب المرشد الأعلى يجب أن يشغله رجل دين لدية إمكانية واسعة في أمور الدين ومكانة عالية في المجتمع . لكن استمر تقهقر المؤهلات والمنزلة الدينية و الاجتماعية للمرشد الإيراني بعد ما تم استبعاد العديد من الأشخاص ذي المؤهلات العالية أمثال منتظري , وبعدما تربع خامنئي على العرش رغم مؤهلاته الضعيفة و عدم كفاءته. وفي هذا الشأن تنصيب خامنئي قد مهد الطريق لشخص أكثر ضعفاً منه سوف يعبث بأمن المنطقة و البلاد من خلال استمرار دعمه لسياسات إيران الإرهابية في المنطقة , كما يحدث الآن في العديد من العواصم العربية.

حسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، سنة 2016 يعتبر إبراهيم رئيسي – المرشح المرجح لدور المرشد الأعلى في إيران– و اعتبرته الصحيفة صاحب الحظ الأوفر الذي يمكنه أن يحل محل خامنئي، و كشفت وثائق سربها موقع ويكيليكس أن المرشد الأعلى خامنئي يخطط لتوريث الحكم لنجله، مجتبي خامنئي طبقًا للوثيقة التي تحمل رقم (PR100716ZMAY07)”.والذي تعتبر مجتبى خامنئي نجل و”ولي عهد” مرشد نظام الجمهورية إلا أن الأمور باتت أكثر وضوحاً لتولي إبراهيم رئيسي هذا المنصب من خلال عدة شواهد بارزة.

يبدو أن مثلث السطلة في إيران (بيت المرشد- الحرس الثوري- الحوزة العلمية في قم) أدرك ضالته المنشودة في السيرة الدموية لإبراهيم رئيسي من خلال مواقفه بخصوص سحق المعارضة الشعبية في طهران. و صرحت قيادات الحرس الثوري بشكل علني، أن نظام الملالي في إيران منذ عام 2005 أصبح يرى أن التمرد والحراك الشعبي يشكل تحدياً لبقاء النظام أكبر من الضغوط الخارجية. و بناء على هذا يبدو إبراهيم رئيسي موافقاً و مسانداً و داعماً اساسياً للمتشددين كما أنه يمتلك علاقات وطيدة مع الأجهزة الأمنية والنظام القضائي في إيران.

أما بالنسبة للسياسات الخارجية الإيرانية يبدو إبراهيم رئيسي له مواقف متشددة جداً أكثر بكثير من المرشد الحالي خامنئي حيث بعد أن أقر الكونغرس ومجلس الشيوخ الأميركي تمديد العقوبات على إيران لعقد آخر، صرح إبراهيم رئيسي قائلاً: “الجميع يشعر بالقلق على نتائج الاتفاق النووي مع دول مجموعة (5+1)”. وأضاف أيضاً أنَّ المثقفين يتطلَّعون إلى الغرب من أجل إيجاد حلولٍ لمشاكل البلاد، لكن الحكومات الغربية “لا تسمح بالتدفُّق الحر للمعلومات والحقائق حول الشؤون العالمية لشعوب الولايات المتحدة ودول أوروبا. وعلاوةً على ذلك، فقد قمعوا الحياة الدينية لشعوبهم، ويحاولون سلبهم فطرة البحث عن الله. لذلك على المجتمعات المسلمة أن تشن حملات الجهاد الهجومي”.

أما فيما يخص تنشئة إبراهيم رئيسي و عن تربيته السياسية، فيعتبر من ضمن القليلين ممن تربوا لقيادة النظام الملالي في ايران. حيث أنشأ محمد بهشتي  في  إيران قبل الثورة مدرسة حقاني التي ربت جيلاً من رجال الدين قبل وبعد الثورة بهدف تربية قيادات لتلبية احتياجات إدارة النظام، حيث تم تدريب  حوالي 70 طالبا في قم , تولوا فيما بعد جميع المسؤوليات الأساسية في البلاد . وحضر إبراهيم رئيسي، الشاب ابن ال 20 عاما، بمعية عدة شخصيات , منها علي خامنئي، آية الله موسوي أردبيلي وحسن أيت وعشرات من القيادات الكبار آخرين.

ولد ابراهيم رئيسي سنة 1960 وهو صهر لممثل خامنئي علم الهدى في مدينة مشهد , كما ينحدر مع خامنئي من نفس المحافظة. فبعد فترة قضاها بالمعهد الديني، أمضى ابراهيم رئيسي بقية حياته بالأجهزة الخاصة بإنفاذ القانون بالجمهورية الإسلامية، حيث شغل منصب المدعي العام، ومديراً لمكتب التحقيقات العام، والمدعي الرئيسي بالمحكمة الخاصة برجال الدين والمسؤولة عن تأديب الملالي الذين يحيدون عن النظام الرسمي. ويشتهر أيضاً بخدمته كعضو في “لجنة الموت”، التي أشرفت في صيف عام 1988 على المجزرة التي تم فيها إعدام آلاف السجناء السياسيين بتهم ملفقة.

وفي حين تحاول وسائل الإعلام المتشددة رسم صورة طيبة لرئيسي على أنّه رجل دين متواضع ويعيش حياة ثوريةً بسيطة إلا أن هناك جهات اخرى معارضة استدركوا أهمية ابراهيم رئيسي في المستقبل وحظوظه العالية لتولى منصب المرشد الأعلى، لذلك نشر أحمد منتظري، نجل آية الله العظمى منتظري الأكبر، على موقعه في أغسطس الماضي تسجيلاً صوتياً ً لمقابلة بين والده واللجنة التي كانت مسؤولة عن إعدام السجناء السياسيين عام 1988. وتُعرّف هذه اللجنة في إيران بـ”لجنة الموت”.

ضمَّت لجنة الموت أربعة أعضاء: مصطفى بور محمدي (وزير العدل الحالي في إدارة الرئيس روحاني)، ومرتضى إشراقي، وحسين علي نيّري (نائب رئيس المحكمة العليا الإيراني)، وإبراهيم رئيسي، الذي كان حتى وقت قريب نائباً لرئيس السلطة القضائية وعضواً بمجلس خبراء القيادة ويبدو ترشيحه لتولي منصب المرشد الاعلى كان من أهم أسباب هذه الهجمة. حيث تلقى خامنئي و النظام الحاكم  ضربة شبه قاضية بعد ذكر اسم مرشحهم الرئيسي ضمن لجنة الموت وعلى الرغم من أنَّ مضمون محتوى التسجيل الصوتي كان موجوداً بالفعل في الفصل العاشر من مذكرات منتظري، لكن في اكتوبر 2016 قُدم أحمد منتظري الابن للمحاكمة، وحكمت المحكمة عليه 21 عاما , وتعين عليه أن يقضي 6 سنواتٍ فقط. كما حكمت عليه أيضاً بخلع رداء رجال الدين . و يعتبر المحللون أن هذا العقاب جاء رداً على محاولة نجل منتظري تشويه شخصية إبراهيم رئيسي , المرشح المفضل لدى النظام.

هناك عدة مؤشرات تدل على أن إبراهيم رئيسي سوف يتم انتخابه بعد وفاة خامنئي باعتباره المرشد الأعلى في إيران و من ضمنها :

أولا، في مارس 2016، عيَّن خامنئي إبراهيم رئيسي على رأس العتبة الرضوية ، أحدى أكبر المؤسسات الخيرية في إيران، والمسؤولة عن ضريح الإمام الرضا في مدينة مشهد، والتي تقدر ثروتها بعشرات المليارات من الدولارات. حيث يمهده هذا المنصب لتوليه على ثروة هائلة أولاً ثم ابعاده من المؤسسات القضائية التي طالما عرفت بالمشانق و القتل و التعذيب و الإرهاب ليعطي حالة معنوية تمهده لتوليه منصب مرشد الأعلى في إيران في المستقبل القريب.

ثانيا، بعد فترةٍ قصيرة من تعيين إبراهيم رئيسي على راس العتبة الرضوية، بدأت وسائل الإعلام التابعة لبيت المرشد في الإشارة إلى إبراهيم رئيسي بـ”آية الله”، في محاولة لترقيته على الهرk2م الشيعي.

ثالثا، تكثيف و تداول لقاءاته بالقيادات الإيرانية الأخرى، في مايو الماضي، التقى رئيسي بمحمد علي جعفري، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، وغيره من كبار قادة الحرس الثوري في مشهد، وتداول الإعلام المتشدد صور هذا اللقاء بشكل غير مسبوق.

رابعا، في 10 ديسمبر، عُينت لجنة لمراقبة الانتخابات الرئاسية المقبلة في الـ19 من مايو 2017. ينتمي 6 من أعضاء اللجنة لمجلس صيانة الدستور (وهو المؤسسة الدستورية المنوطة بالموافقة على المرشحين لمعظم الانتخابات في إيران)، وضمن الاعضاء السبع لهذه اللجنة هو رئيسي؛ وهو ما يضعه في منصب آخر يمنحه المزيد من السلطات.

خامسا، حسب الدستور الإيراني تنص المادة 108 من دستور ايران على أنَّ القائد الأعلى ينبغي عليه أن يمتلك “مهاراتٍ إدارية مناسبة على أعلى المستويات”. وقد وصف خامنئي في مدح إيراهيم رئيسي في الخطبة التي جاءت بعد ماعيّن على رأس العتبة الرضوية بأوصاف تحت عنوان “مهاراته الإدارية المناسبة على أعلى المستويات”، في تأكيد على أنَّ رئيسي يمتلك ما ينص عليه الدستور للمنصب.

سادسا، ومن العلامات الأخرى التي تدل على حظوظ إيراهيم رئيسي في خلافة خامنئي باعتباره المرشد الأعلى؛ أنه منذ سبتمبر الماضي بدأ بتدريس دروس فقه الخارج في مقر العتبة الرضوية. وبشكل عام، هذه الدروس ذات مستوى عال، لا يتمتع بحق تدريسها إلا رجال الدين رفيعي المستوى. وكما أن هذا المؤشر أحد دلالات ما يخول له أن يصبح المرشد الأعلى الإيراني المقبل.

المتشددون في إيران أي مثلث السلطة يحاولون ترقية مجرمٍ اباد و قتل الالاف من أبناء الشعوب في جغرافية إيران ليصبح خليفةً لخامنئي. وحول مستقبل السياسة الخارجية الإيرانية في حال حيازة إبراهيم رئيسي على منصب المرشد الأعلى الإيراني، دون شك إن هذه الشخصية الثورية لا تبشر بتغييرات للخط السياسي لخامنئي المتشدد، الذي تميزت سياسته بالعداء تجاه العرب و الدول الإسلامية، فإن دعم خامنئي لإبراهيم رئيسي هو وسيلة لضمان حماية إرث هذا النظام الإرهابي.

المصدر| المثقف الجديد

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت